إرادة شعب وإرادة جزمة حاكم الشعب
ارفعوا صور الحاكم فى الشوارع والمباني والمصالح والمصانع وكل مكان تجدونه حتى دورات المياة، وانشروا الأعلام و الرايات والزينات فى كل حارة وزقاق، و أضيئوا الأنوار العامة ليل نهار بدون حساب، واعزفوا الألحان والنغمات، ورددوا الأهازيج والأغاني والأناشيد والهتافات، و اصطنعوا الدساتير والقوانين والمجالس والبرلمانات والمؤسسات، بدلا من دساتير وقوانين ومجالس وبرلمانات ومؤسسات الشعب، و هرولوا مهللين فى الشوارع والطرقات بالتمديد والتوريث وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات والعسكرة ونشر حكم القمع والارهاب وتعميم الفقر والخراب، وهتفوا بحياة السلطان الحاكم مع زبانية السلطات، للإيهام بأن الحاكم هبة إلهية منتصر على جميع الأصعدة رغم استبداده وفشلة وخراب الديار بسبب مطامعة الاستبدادية الجشعة فيما لا يملكة حتى ان اغتصبة قسرا، ولكن يحب ان تحكموا عقولكم لتعلموا بأن ضجيج الاحتفالات، وغبار الرايات، وصراخ الصحف والفضائيات، لن يغطي ابدا على سلمية احتجاجات الناس، وأن الشعب المصرى لم يغمد اصلا حسام النضال السلمي، وفق حقوقه الشرعية في الدستور، والمواثيق والمعاهدات الدولية الموقعة عليها مصر، وحقوق الإنسان، حتى تتحقق مطالبه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والقضاء على الفساد، واستعادة إصلاحاته السياسية ومستحقاتة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقضائية والاقتصادية التي تم اغتصابها من دستور الشعب المصرى الصادر فى يناير 2014، ولن يحقق القمع، وحملات الاعتقال، وتحويل الشوارع والميادين الى ثكنات عسكرية، ووضع فرق أمن ومخبرين ومدرعات كل مسافة خمسين متر، واضعاف الإنترنت، وحجب آلاف المواقع الحقوقية والمنصات الاخبارية الحرة، وتحويل وسائل الإعلام الى ارجوزات عبثية، والمجلس التشريعي الى مسخرة سلطوية، والأحزاب الكرتونية الى مصاطب تهريجية، وإقامة حفلات الرقص والغناء وهز الوسط المفتعلة لدعم الحاكم بالباطل تحت حماية الشرطة، ومنع المظاهرات الاحتجاجية السلمية، لن يحقق كل هذا الاستقرار للحاكم المستبد، ولن تعود ابدا عقارب الساعة بالشعب المصرى الى الوراء وعهود الطغيان قبل 25 يناير 2011، وان غدا لناظرة قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.