الخميس، 17 ديسمبر 2020

مخاوف حقوقية وصحفية من مشروع قانون يحظر النشر والتصوير أثناء الجلسات القضائية


مخاوف حقوقية وصحفية من مشروع قانون يحظر النشر والتصوير أثناء الجلسات القضائية


مدى مصر  / الخميس 17 ديسمبر 2020 / مرفق الرابط

أبدى أعضاء بمجلس نقابة الصحفيين ومُحاميين حقوقيين، اعتراضهم على موافقة مجلس الوزراء، أمس، على مشروع قانون بإضافة مادة جديدة إلى قانون العقوبات تنصّ على المعاقبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على 200 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من صور أو سجل أو بث أو نشر أو عرض، كلمات أو صورًا، لوقائع جلسة مُخصصة لنظر دعوى جنائية أثناء انعقادها بأي وسيلة كانت.

واشترطت المادة الحصول على موافقة النيابة العامة والمتهم والمدعي بالحق المدني أو ممثلي أي منهم، قبل التصوير أو نشر الكلمات، وذلك بهدف «منع تصوير المتهمين إعلاميًا لحين صدور حُكم بات في القضايا التي يُحاكمون بها حماية لهم»، بحسب بيان مجلس الوزراء.

رضا مرعي، المحامي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أوضح لـ«مدى مصر»، أن الأصل في الجلسات هي العلانية، إلا في حالة وجود قرار استثنائي من القاضي يمنع ذلك، وعلى هذا الأساس كان يحضر الصحفيين الجلسات، وينشرون الأخبار عن وقائعها، فمن حق الصحفي النشر إلا إذا أصدر القاضي أو سلطة التحقيق قرارًا بحظر النشر.

لكن، ما استحدثته المادة هو الأذون المختلفة التي يجب أن يحصل عليها الصحفي قبل النشر، ويكاد يكون مستحيلًا أن ينجح في استخلاصها جميعًا، فمن الواضح أنهم لا يريدون النشر عما يحدث داخل المحاكم، يقول مرعي.

وأشار مرعي إلى أن مشروع القانون، حال إقراره، سيُخالف المبدأ القانوني «الخاص يُقيد العام»، فقانون السلطة القضائية، وهو قانون خاص، ينصّ في المادة 18 منه على أن «تكون جلسات المحاكم علنية إلا إذا أمرت المحكمة بجعلها سرية مراعاةً للآداب أو محافظةً على النظام العام ويكون النطق بالحكم في جميع الأحوال في جلسة علنية». لكن، بإضافة تلك المادة إلى قانون العقوبات ستُقيد العلانية، بحسب مرعي.

وهو ما يوضحه عضو مجلس نقابة الصحفيين محمد سعد عبد الحفيظ لـ«مدى مصر» قائلًا إنه حسب الدساتير المتعاقبة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر، المحاكمات علنية، وفيما يخص النشر، فهو إجراء مُكمل لمبدأ العلانية، فالأصل أن يُتابع الرأي العام ما يجري في الجلسات لزيادة الثقة والاطمئنان في عدالة المحاكمة، فيما يجوز أيضًا من باب الاستثناء أن تفرض هيئة المحكمة قيودًا على هذا الأصل مراعاةً للنظام العام، أو لحماية الشهود أو المتهمين.

على أرض الواقع قال عضو مجلس نقابة الصحفيين، محمود كامل، لـ«مدى مصر»، إنه لم يُسمح لكثير من الصحفيين بتغطية الجلسات بحرية في الآونة الأخيرة، وكان الكثير من القُُضاة يمنعونهم من القيام بذلك، مُشيرًا إلى أن مشروع المادة الأخيرة حال الموافقة عليه سيزيد الوضع سوءًا لمنعه النشر أثناء الجلسات، وطلبه موافقات متعددة، ما سيخلق مشاكل كبيرة مثل منع النشر في قضايا الرأي العام التي تهم قطاعات كبيرة من المجتمع.

ويُشير كامل إلى مشكلة أخرى في مشروع القانون، وهي عدم وضوحه، ووجود «لَبس» فيه، بحسب تعبيره، فالمادة تنص على عدم التصوير أو نشر كلمات أثناء انعقاد الجلسات، وغير مفهوم هل معنى ذلك أنه سيُسمح بالنشر بعد انتهاء الجلسات أم لا، وهو ما اتفق معه عبدالحفيظ، مُشيرًا إلى طلبه نصّ مشروع القانون للإطلاع على نصوصه.

بينما يرى المحامي والباحث القانوني بمركز مجتمع التقنية والقانون (مسار) حسن الأزهري، إن ذلك النص اقتصر على وقائع الجلسات فقط، وليس الدعاوى بالكامل، قائلًا لـ«مدى مصر»، إن ذلك يعنى إنه سيُسمح بالنشر بعد انتهاء الجلسة، دون الانتظار لصدور الحُكم.

يرفض كامل القَول إن مشروع المادة يهدف إلى حماية حقوق المتهم، مؤكدًا أن «النقابة كما تضمن حرية النشر، تحرص على حقوق المتهم، المضمونة بمواثيق الشرف الإعلامي، والصحفي، وقانون نقابة الصحفيين، الذي يكفل إحالة أي صحفي يخالف ميثاق الشرف الصحفي للتحقيق»، ويعتبر كامل الهدف هو منع الصحافة من التواجد داخل قاعات المحاكم، مُضيفًا أن الأَولى كان حماية المتهمين المقبوض عليهم من قِبل وزارة الداخلية، ويتم تصويرهم، وعرض تسجيلات لهم، قبل إدانتهم.

ويرى كامل أن المشروع يأتي في إطار الرؤية المغلوطة للصحافة من الدولة، والتضييق عليها، وعلى الإعلام، «الذي نلمسه في كل ممارسات العمل الصحفي، والميداني، واستكمالًا لإجراءات التضييق الموجودة في الفترة الأخيرة»، فيما أكّد عبدالحفيظ أن الدستور المصري رفض وضع أي قيود أو رقابة على حرية النشر إلا في حالتي الحرب أو التعبئة العامة، وبالتالي المشروع يصطدم بالدستور، مُستغربًا من جدوى صدوره، خاصًة أن في القوانين الحالية ما يُجيز للقاضي اتخاذ قرار بسرية الجلسات كاستثناء، يقول عبدالحفيظ، الذي أشار إلى أن ذلك الموضوع سيُطرح في اجتماع مجلس النقابة المُقبل.

في الاتجاه ذاته، قال عضو مجلس نقابة الصحفيين ومقرر لجنة الحريات، عمرو بدر، في بيان حصل «مدى مصر» على نسخة منه، إن مشروع المادة مُخالف دستوريًا، فضلًا عن كونه «انتهاكًا صريحًا لحرية العمل الصحفي».

 وأضاف البيان «إن هذا التعديل المنتظر في قانون العقوبات يمثل مخالفة دستورية صريحة، فقد ألغى الدستور عقوبة الحبس في قضايا النشر باستثناء ثلاث حالات أجاز فيها فرض عقوبة الحبس، وقد جاء ذكرها في الدستور حصراً وهي: التحريض على العنف أو التمييز بين المصريين أو الطعن في الأعراض»، مُطالبًا بـ«التراجع الفوري عن هذا التعديل الكارثي، والالتزام بنصوص الدستور التي تضمن حرية الصحافة وتلغي الحبس في قضايا النشر».

غدًا.. البرلمان الأوروبي يصوت على مشروع قرار باتخاذ موقف حازم من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر


غدًا.. البرلمان الأوروبي يصوت على مشروع قرار باتخاذ موقف حازم من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر



مدى مصر  / المنصة / الخميس 17 ديسمبر 2020 / مرفق الرابط

البرلمان اﻷوروبي يدعو لمراجعة شاملة للعلاقات مع مصر في ظل تدهور اﻷوضاع الحقوقية.

يصوّت البرلمان اﻷوروبي، غدًا الجمعة، على مشروع قرار يطالب الاتحاد الأوروبي والدول اﻷعضاء فيه باتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ويحثهم على مراجعة شاملة للعلاقات معها، في ظل تدهور اﻷوضاع الحقوقية فيها، منطلقًا، على وجه الخصوص، من الاستهداف اﻷخير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والعاملين فيها.

وفيما دعا البرلمان الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل في جميع انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين عنها، استنكر مشروع القرار، بأقوى العبارات، استمرار وتكثيف حملة القمع التي طالت الحقوقيين والمحامين والصحفيين والنقابيين، فضلًا عن المتظاهرين والطلاب والمثليين، والمعارضين السياسيين وعائلاتهم، وذلك ردًا على ممارستهم لحرياتهم اﻷساسية أو تعبيرهم عن آرائهم. كما شجّع مشروع القرار ممثلي الاتحاد اﻷوروبي ودوله الأعضاء على حضور محاكمات الصحفيين المصريين والأجانب والمدونيين والنقابيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء المجتمع المدني، وزيارتهم أثناء الاحتجاز.

وبحسب نص المشروع، الذي تمت مناقشته في جلسة اليوم، أبدى البرلمان اﻷوروبي غضبه تجاه الاعتقالات اﻷخيرة للعاملين في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والتي قال إنها جاءت انتقامًا من لقائهم مع دبلوماسيين أوروبيين. وفيما أبدى ترحيبه بالإفراج المؤقت عن جاسر عبد الرازق وكريم عنارة ومحمد بشير، حثّ البرلمان الأوروبي السلطات المصرية على إسقاط التهم الموجهة إليهم، وإنهاء جميع أشكال المضايقة والترهيب ضدهم وضد «المبادرة»، ومديرها بالإنابة، حسام بهجت، داعيًا إلى إلغاء الإجراءات التقييدية التي تشمل حظر السفر وتجميد اﻷصول، وكذلك إلى إغلاق القضية 173 لسنة 2011، المعروفة بقضية التمويل اﻷجنبي، ورفع حظر السفر وتجميد اﻷصول المفروض على ما لا يقل عن 31 حقوقيًا وموظفًا في منظمات حقوقية غير حكومية.

وتطرق المشروع لقضية الباحث في «المبادرة»، باتريك جورج زكي، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه، وإسقاط التهم الموجهة إليه، معتبرًا أن هناك حاجة إلى رد فعل دبلوماسي، قوي وسريع ومنسق، من الاتحاد الأوروبي، على اعتقال زكي طوال هذه الفترة، فيما كرر البرلمان كذلك الدعوة للإفراج الفوري وغير المشروط عن من وصفهم بـ«المحتجزين تعسفيًا، والمحكوم عليهم بسبب قيامهم بعملهم الحقوقي المشروع والسلمي»، مشيرًا بالتحديد إلى أسماء: محمد إبراهيم، ومحمد رمضان، وعبدالرحمن طارق، وعزت غنيم، وهيثم محمدين، وعلاء عبدالفتاح، وإبراهيم متولي حجازي، وماهينور المصري، ومحمد الباقر، وهدى عبد المنعم، وأحمد عماشة، وإسلام الكلحي، وعبد المنعم أبو الفتوح، وإسراء عبدالفتاح، ورامي كامل، وإبراهيم عز الدين، وزياد العليمي، وحسن بربري، ورامي شعث، وسناء سيف، وسلافة مجدي، وحسام الصياد، ومحمود حسين، وكمال البلشي.

وفي هذا السياق، استنكر البرلمان استمرار مصر في استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان باستخدام: تشريعات مكافحة الإرهاب، والإضافة التعسفية على قوائم الإرهاب، والحبس الاحتياطي، وهو ما يتعارض مع التزامات مصر بموجب اتفاقات حقوق الإنسان الدولية، بحسب القرار، الذي أكد أن عمليات التوقيف والاحتجاز المستمرة هي جزء من نمط أوسع لتخويف المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، فضلًا عن القيود المتزايدة على حرية التعبير، سواء على الإنترنت أو خارجه، وتكوين الجمعيات.

وبخصوص أوضاع الاحتجاز، رصد مشروع القرار إبداء البرلمان الأوروبي قلقه إزاء مصير السجناء والمحتجزين في ظروف سيئة وداخل أماكن مزدحمة، خاصة في ظل جائحة كورونا، مدينًا الاعتقالات التعسفية والمضايقات التي يتعرض لها العاملون في المجال الطبي والصحفيين بسبب حديثهم عن أوضاع انتشار الفيروس أو تعامل الحكوم معه. مطالبًا بالإفراج الفوري عن أي طاقم طبي لا يزال قيد الحبس. وذلك فضلًا عن مطالبته السلطات المصرية بالتأكد من معاملة المحتجزين وفق المعايير المعتمدة أمميًا، والسماح لهم بالتواصل مع أسرهم ومحاميهم، والحصول على رعاية طبية مناسبة، بالإضافة إلى إجراء تحقيقات جادة في أي مزاعم متعلقة بسوء المعاملة أو التعذيب.

كما استنكر مشروع القرار تزايد عدد أحكام الإعدام المنفذة في مصر، داعيًا السلطات المصرية إلى وقف تنفيذ العقوبة بهدف إلغائها، وضمان التقيد الصارم بالإجراءات القانونية الواجبة وضمانات المحاكمة العادلة، بالإضافة إلى الإفراج الفوري عن الأحداث الصادر بحقهم أحكام إعدام. 

وفي إطار تلك المراجعة الشاملة دعا البرلمان الأوروبي السلطات المصرية إلى اعتماد قانون شامل بشأن العنف ضد المرأة، واستراتيجية وطنية لإنفاذ القوانين المعتمدة لمكافحة العنف الجنسي، بما في ذلك حماية الناجيات والشهود، داعيًا كذلك إلى وقف أي نوع من الاضطهاد ضد المرأة بزعم «الإخلال بالآداب العامة».

وطالب البرلمان اﻷوروبي كذلك بوضع حد فوري لاعتقال ومقاضاة اﻷفراد على أساس ميولهم الجنسية، الحقيقية أو المتصورة، كما في حالة سيف بدور (المحبوس على هامش قضية الفيرمونت).

وبخصوص قضية جوليو ريجيني، أبدى البرلمان أسفه لما قال إنه محاولة السلطات المصرية تضليل وعرقلة التحقيقات بشأن اختطاف وقتل الطالب الإيطالي، عام 2016. معربًا عن دعمه السياسي والإنساني القوي ﻷسرة ريجيني في بحثها الدائم والكريم عن الحقيقة، مذكرًا أن البحث عن الحقيقة بشأن اختطاف وتعذيب وقتل مواطن أوروبي لا ينتمي إلى الأسرة وحدها، ولكنه واجب حتمي للمؤسسات الوطنية والاتحاد الأوروبي التي تتطلب اتخاذ جميع الإجراءات الدبلوماسية اللازمة.

وتطرق مشروع القرار لتذكير السلطات المصرية أن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية يعد عنصرًا أساسيًا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وأن توفير مساحة للمجتمع المدني هو التزام مشترك منصوص عليه في أولويات الشراكة بين الطرفين. فيما حث الاتحاد أعضاءه على أخذ زمام المبادرة في الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لإنشاء آلية رصد وإبلاغ، طال انتظارها، بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر. معتبرًا أن الوضع الحقوقي في مصر يتطلب مراجعة جادة للدعم المالي المقدم إلى مصر، ومذكرًا بأن الاتحاد الأوروبي والدول اﻷعضاء فيه يجب ألا يمنحوا جوائز للقادة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.

خطاب مفتوح من منظمات حقوقية محلية واقليمية ودولية إلى فيس بوك وتويتر ويوتيوب: توقفوا عن إسكات الأصوات المنتقِدة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا


خطاب مفتوح من منظمات حقوقية محلية واقليمية ودولية إلى فيس بوك وتويتر ويوتيوب:

توقفوا عن إسكات الأصوات المنتقِدة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا


 موقع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان / نشر بتاريخ الخميس 17 ديسمبر 2020 / مرفق الرابط

قبل عشر سنوات من اليوم، أضرم البائع المتجول التونسي محمد البوعزيزي (26 عامًا) النار في جسده احتجاجًا على ظلم الدولة وتهميشها له، ما أشعل الانتفاضات في تونس ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ومع إحياءنا للذكرى العاشرة لذاك الربيع العربي، نعرب نحن، الموقعون أدناه، من نشطاء وصحفيين ومنظمات حقوقية، عن إحباطنا واستيائنا من سياسات المنصات (فيس بوك، تويتر، يوتيوب) بما في ذلك إجراءات تعديل المحتوى أو حذفه بهدف إسكات الأصوات الناقدة والمعارضة، وخاصة التي تأتي من المجتمعات المهمَّشة والمضطهَدة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يُعتبر الربيع العربي تاريخيًا لأسباب عديدة، ومن بين ميراثه البارز استخدام النشطاء والمواطنين لوسائل التواصل الاجتماعي كأداة للضغط من أجل صناعة التغيير السياسي وبلوغ العدالة الاجتماعية، إذ تم ترسيخ الإنترنت كعنصر أساسي في تمكين حقوق الإنسان في العصر الرقمي. وقد سبق وافتخرت الشركات المديرة لمنصات التواصل الاجتماعي بدورها في ربط الناس بعضهم ببعض خلال تلك الفترة. على النحو الذي أشار إليه مارك زوكربيرج في منشور شهير  له في 2012 بعنوان “رسالة المؤسس“، قائلاً: “حين منحنا الناس القدرة على المشاركة، رأيناهم يصلون بأصواتهم إلى مساحات مختلفة عما كان ممكنًا تاريخيًا. ستزداد هذه الأصوات في العدد والحجم. ولا يمكن تجاهل هؤلاء الناس. بمرور الوقت، نتوقع أن تصبح الحكومات أكثر استجابة للقضايا والمخاوف التي تثيرها شعوبها بشكل مباشر وليس من خلال وسطاء تسيطر عليهم قلة مختارة”.

كان توقع زوكربيرج خاطئًا. إذ اختارت المزيد من الحكومات في أماكن مختلفة من العالم طريق الاستبداد، وساعدتها المنصات الالكترونية على القمع عن طريق عقد صفقات مع رؤساء دول قمعية وفتح الأبواب للطغاة؛ وفرض الرقابة على نشطاء وصحفيين مهمّين  ومحاصرة صناع التغيير في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد حدث ذلك- في كثر من الأحيان- بأمر واضح من الحكومات نفسها. فعلى سبيل المثال؛

في تونس: في يونية 2020، عطل الفيس بوك بشكلٍ دائم أكثر من 60 حسابًا لنشطاء وصحفيين وموسيقيين تونسيين، مستندًا إلى أدلة شحيحة. وفي حين أسترد معظمهم حساباتهم لاحقًا بفضل رد فعل جماعات المجتمع المدني السريع، لم يتم حتى الآن استعادة بعض حسابات لفنانين ولموسيقيين تونسيين. ولم ينشر فيس بوك أي رد بعد أن أرسلنا له رسالتنا الائتلافية .

في سوريا: في أوائل عام 2020، اطلق نشطاء سوريون حملة للتنديد بقرار فيس بوك بحذف وتعطيل الآلاف من الحسابات والصفحات المعادية للأسد، والتي وثقت جرائم الحرب منذ 2011، وذلك بذريعة إزالة المحتوى الإرهابي. ورغم استئناف القرار، لا يزال عدد من هذه الحسابات معلقًا. وبالمثل، وثق السوريون كيف يعمل موقع يوتيوب حرفيًا على محو تاريخهم.

في فلسطين: شن عدد من النشطاء ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الحملات منذ عام 2016 لرفع الوعي حول الممارسات الرقابية لشركات التواصل الاجتماعي. وفي مايو 2020، كان هناك ما لا يقل عن 52 حسابًا موقوفًا لنشطاء وصحفيين فلسطينيين، ومنذ ذلك الحين تم تقييد المزيد من الحسابات. كما علّق موقع تويتر حساب وكالة إعلامية موثقة، هي شبكة قدس نيوز، وادعى اشتباهه في ارتباط الشبكة بجماعات إرهابية. ولم يرد الموقع على طلبات إعادة النظر في هذا الأمر. وقد سبق وعبر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينيون لمرات عديدة عن قلقهم من سياسات المنصة التمييزية.

في مصر: مطلع أكتوبر 2019، علّق تويتر بشكل جماعي حسابات بعض المعارضين المصريين داخل مصر وخارجها، وذلك عقب اندلاع الاحتجاجات المناهضة للسيسي في مصر مباشرة. وفي ديسمبر 2017، علق موقع تويتر حساب ناشط لديه أكثر من 350 ألف متابعًا، ولم تتم استعادة الحساب بعد. كما تم تعليق حساب نفس الناشط على فيس بوك أيضًا في نوفمبر 2017 ولم تتم استعادته إلا بعد تدخل دولي. كما أزال يوتيوب حسابه في وقت سابق من عام 2007.

هناك أمثلة كثيرة جدًا توثق التصور المشترك على نطاق واسع بين النشطاء والمستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب الكرة الأرضية بأن هذه المنصات لا تهتم بهم، وغالبًا ما تفشل في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان حين تُثار المخاوف حولهم.

لقد أصبح تعليق الحسابات التعسفي وغير الشفاف، وإزالة الخطاب السياسي والمعارض، سلوكًا متكررًا ومنهجيًا لدرجة لا تسمح باعتبار هذه القرارات مجرد حوادث معزولة أو نتيجة أخطاء مؤقتة في صنع القرار الآلي.

وبينما تتجاوب منصات فيس بوك وتويتر سريعًا مع احتجاج النشطاء أو شكاوى ومطالب منظمات حقوق الإنسان (خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا)، لا يصل رد فعل هذه المنصات إلى المستوى المطلوب عندما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما لا يتم إبلاغ المستخدمين النهائيين في كثير من الأحيان بالقاعدة التي انتهكوها، ولا يتم توفير وسيلة لاستئناف القرار أو السماح بالتواصل مع المشرفين.

لا ينبغي أن يكون الانتصاف والتعويض امتيازًا مخصصًا لأولئك الذين لديهم إمكانية الوصول للسلطة، أو حكرًا على من يستطيع توصيل صوته. ولا يمكن أن يستمر الوضع القائم بحكم الأمر الواقع.

تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أحد أسوأ سجلات حرية التعبير في العالم، وتظل وسائل التواصل الاجتماعي حاسمة في مساعدة الناس على الاتصال وتنظيم وتوثيق انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان.

وعليه، نحثكم على عدم التواطؤ في الرقابة وفي محو وحظر روايات المجتمعات المضطهدة وتاريخها، ونطلب منكم تنفيذ التدابير التالية لضمان معاملة المستخدمين في جميع أنحاء المنطقة بشكل عادل، حتى يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية:

الابتعاد عن التمييز التعسفي أو غير العادل. المشاركة بنشاط في مراجعة المظالم والشكاوى المختلفة من المستخدمين المحليين والنشطاء وخبراء حقوق الإنسان والأكاديميين والمجتمع المدني من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يجب مراعاة السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية الإقليمية والفروق الدقيقة عند تنفيذ وتطوير ومراجعة السياسات والمنتجات والخدمات.

الاستثمار في الخبرات المحلية والإقليمية الضرورية لتطوير وتنفيذ قرارات تعديل المحتوى القائمة على السياق والمتوافقة مع أطر حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتعيين وسطاء محتوى يفهمون اللهجات المختلفة والمتنوعة ويجيدوا اللغة العربية المنطوقة في 22 دولة عربية. وتزويد هؤلاء الوسطاء بالدعم المطلوب لعملهم بأمان وكفاءة وبالتشاور مع أقرانهم، بما في ذلك في الإدارة العليا.

منح اهتمامًا خاصًا للحالات الناشئة عن مناطق الحرب والصراع لضمان أن قرارات تعديل المحتوى لا تستهدف بشكل غير عادل المجتمعات المهمشة. على سبيل المثال، لابد من التمييز بين توثيق انتهاكات حقوق الإنسان كنشاط مشروع يختلف عن نشاط نشر أو تمجيد المحتوى الإرهابي أو المتطرف. كما هو مذكور في رسالة أخيرة إلى منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب، كما أن ثمة احتياج لمزيد من الشفافية فيما يتعلق بتعريف وتعديل المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف.

الحفاظ على المحتوى المحظور المتعلق بالقضايا الناشئة عن مناطق الحرب والنزاع والتي يحظر فيس بوك الوصول إليه، إذ يمكن أن يكون هذا المحتوى دليلاً للضحايا والمنظمات التي تسعى إلى محاسبة الجناة. وضمان إتاحة هذا المحتوى للسلطات القضائية الدولية والوطنية دون تأخير غير مبرر.

الاعتذار العلني عن الأخطاء الفنية غير كافٍ طالما بقيت واستمرت القرارات الخاطئة المتعلقة بسياسة الإشراف على المحتوى. لذا يجب على هذه المنصات والشركات التي تديرها توفير قدر أكبر من الشفافية والإشعار، وتقديم نداءات هادفة وفي الوقت المناسب للمستخدمين. أخيرًا، تقدم مبادئ سانتا كلارا بشأن الشفافية والمساءلة في الإشراف على المحتوى – والتي اعتمدها فيس بوك وتويتر ويوتيوب في 2019 – مجموعة أساسية من الإرشادات التي يجب تنفيذها فورًا.

مجلة 'تقرير أفريقيا الفرنسية: هل يجهز السيسي نجله محمود نائب رئيس المخابرات لخلافته أم أن له وأخويه دور أكثر خطورة؟ هل يحاول الرئيس المصري مثل سلفه حسني مبارك إعداد نجله الأكبر لتولي مقاليد الأمور؟


''مجلة 'تقرير أفريقيا الفرنسية المطبوعة باللغة الانجليزية The Africa Report'': 
بعد العسكرة و التمديد والتوريث

محمود السيسي مقطوع من نفس قماش والده

هل يجهز السيسي نجله محمود نائب رئيس المخابرات لخلافته أم أن له وأخويه دور أكثر خطورة؟

هل يحاول الرئيس المصري مثل سلفه حسني مبارك إعداد نجله الأكبر لتولي مقاليد الأمور؟


موقع مجلة ''تقرير أفريقيا The Africa Report'' / نشر التقرير بتاريخ الأربعاء 16 ديسمبر 2020 / مرفق الرابط

"سوف تجد صعوبة في العثور على شخص في مصر يرغب في التحدث عنه ،" حذرنا ، وبحق. عند ذكر اسم محمود السيسي ، الابن الأكبر للرئيس ، يبدو أن جميع أبواب القاهرة تغلق بخوف. الوعد بعدم الكشف عن هويته لم يعد ضمانًا كافيًا لاستحضار هذا الشاب البالغ من العمر 38 عامًا والذي كان ظهوره الإعلامي ضئيلًا. إنه في الواقع أحد أقوى قادة الأجهزة الأمنية لدكتاتورية والده العسكرية.

في التقليد الكلاسيكي للمرازبة في الشرق الأدنى وسير على خطى الرئيس السابق حسني مبارك ، الذي أطيح به في عام 2011 ، يعتمد الرئيس السيسي على دمه لضمان أمنه وسلطته . وعين نجله تكتمًا قبل بلوغه السن المطلوب في منصب عميد في جهاز المخابرات المرتبط برئاسة الجمهورية ، بحسب مصادر مطلعة.

نادرا ما يذكر علنا

في يناير 2018 ، حذرت صحيفة نيويورك تايمز : "السيد. ومن المتوقع أن يلعب محمود نجل السيسي ، الذي يعمل في جهاز المخابرات العامة ، دورًا مهمًا. في مناسبة واحدة على الأقل ، رافق فوزي [رئيس المخابرات المصرية] إلى واشنطن للقاء إدارة أوباما ".

نادرًا ما يُذكر علنًا من قبل والده إلى جانب إخوته مصطفى وحسن وشقيقته آية ، ظهر محمود على الشاشات العالمية في يوليو 2016 عندما ربطته الأسبوعية الإيطالية L'Espresso ، بناءً على تسريبات مصرية ، باغتيال جوليو ريجيني ، طالب ايطالي.

في يناير 2016 ، اختفى ريجيني الذي كان يحقق في النقابات العمالية المصرية قبل العثور على جثته في إحدى ضواحي القاهرة مشوهة بشكل فظيع. وكتبت المجلة: "من الصعب تصديق أن نجل السيسي لم يكن على علم بتحركات ريجيني حتى قبل اختفائه".

في عام 2018 ، حدد محققون إيطاليون خمسة مشتبه بهم ، جميعهم أعضاء في الجهاز الذي كان محمود السيسي مسؤولًا عن مكافحة التجسس ، وقت القتل. في يونيو 2020 ، اعترف رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بأنه "قلق بشأن تباطؤ مصر في التعاون مع إيطاليا" في هذه القضية.

هناك صورتان فقط له ولم يسمع الجمهور صوته قط ، إنه ظل. إذا تحدثت عن محمود في مصر ، فسوف تذهب مباشرة إلى السجن ، " هكذا يحذر سيف الإسلام عيد ، الباحث المصري في العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا. لجأ هذا الناشط في ثورة 25 يناير 2011 إلى قطر ، وسجن لمدة عام في 2014 من قبل النظام الذي تولى السلطة للتو.

يقول إن عائلته لا تزال تواجه ضغوط الشرطة ، لكنها لا تتردد في ذكر اسم محمود. في وقت قضية ريجيني ، كان يشغل بالفعل منصبًا مهمًا في جهاز المخابرات العامة (GIS) ، وهو الآن رقم اثنين فيه بعد عباس كامل ، ظل الرئيس. كان على علم على الأقل باختفاء ريجيني ، حتى لو لم يأمر بذلك ".

ويشير عيد إلى أن قسماً كبيراً من المصريين ما زالوا غير مدركين لوجود محمود. ومع ذلك ، بدأ اسمه ينتشر بين خصومه ونشطاءه في سبتمبر 2019 بعد حدث معين. بدأ محمد علي ، ممثل ومقاول بناء ، في نشر مقاطع فيديو من إسبانيا تندد بالعمل الرائع الذي كان يمكن أن يقوم به مجانًا لعائلة السيسي وكيف سيحول الجنرال مصر إلى مملكة عائلية.

شريك والده الصامت

وقد ردد هذا الاتهام حتماً انتهاكات عائلة مبارك المخلوعة ، وقدم الأب الأكبر في عائلة السيسي على أنه الشريك الصامت لوالده: العقل المدبر الحقيقي لسياسته القمعية ووريث مبارك السابق القوي جمال. دعا علي إلى المظاهرات ، وعلى الرغم من مستوى القمع غير المسبوق في مصر ، نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع.

السيطرة على الإعلام هي إحدى القضايا التي يتولى محمود السيسي مسؤوليتها في المخابرات العامة ، التي كانت تسيطر على مجموعات كبيرة منذ عام 2016. ونشر موقع معلومات الأقمار الصناعية للخدمة ، كايرو 24 ، مقالًا طويلاً في يونيو 2020 زعم فيه للكشف عن الوجه الحقيقي لخادم الدولة ذا السمعة المشوهة للجمهور.

وفي إشارة إلى مظاهرات خريف 2019 ، ذكرت أن "محمود السيسي بدا وكأنه نصيب الأسد من الغضب الموجه نحو والده" ، مما جعل الابن كبش فداء لـ "الإخوان المسلمين" المعارضين ، كما أشار للإرهابيين.

هل هذه الاكتشافات المحرجة بعد أسابيع قليلة من المظاهرات دفعت محمود إلى رحيله في مهمة دبلوماسية غير محددة إلى موسكو؟ يكتنف الغموض هذه الحلقة كغيرها من حلقات محمود. ومع ذلك ، فإن الضغط الوحشي الذي مورس على الصحافة في مصر هو مجرد مثال واحد من العديد من الأمثلة التي توضح المحرمات التي يمثلها اسم الابن القوي.

في نوفمبر 2019 ، نشر موقع `` مدى مصر '' الإخباري ، المحظور في مصر ولكن يمكن الوصول إليه عبر "مواقع مرآة" ، مقالاً أعلن فيه إرسال محمود السيسي إلى المنفى في موسكو. وفي الأيام التالية ، تم تفتيش مقر شركة " مدى مصر" الإعلامية المستقلة ، واعتقال أربعة صحفيين لفترة وجيزة ومصادرة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. كتب مدى مصر أن الدائرة الرئاسية قررت عزل محمود مؤقتًا لأنه كان يحظى باهتمام كبير في كل من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.

ونقلاً عن مصادر داخل جهاز المعلومات الجغرافية نفسه ، أرجع المقال الأسباب الرئيسية لذلك إلى "إخفاقه في إدارة معظم المسؤوليات الموكلة إليه بشكل صحيح" ، لا سيما فشله في السيطرة على وسائل الإعلام. إعلام لا يزال مستقلاً للغاية بالنسبة لذوق الرئيس على الرغم من استحواذات المخابرات العامة وعدم قدرته على نزع فتيل فضيحة فيديو محمد علي.

وطُرحت تفسيرات أخرى لرحيله إلى موسكو ، مثل ضغوط الزعيم الإماراتي والممول الرئيسي للنظام المصري محمد بن زايد (MBZ). قد يكون قلقًا من أن المعارضة الشعبية وكذلك المعارضة الداخلية لقوة محمود المتنامية يمكن أن تنتقل إلى رئاسة والده.

يقول المحلل السياسي عيد: "في القاهرة ، يقول بعض الناس أيضًا إن الوقت قد حان ليذهب ويتدرب مع بوتين لتعلم الطريقة الفعالة لإدارة دولة استبدادية".

فترة تدريب أو فصل ، لم يدم نفي موسكو طويلاً ، وأصبح الابن نائبًا لمدير المخابرات العامة في بداية عام 2020. وكانت هذه خطوة اتخذها والده لتوطيد سلطته.

يستذكر الباحث في الدوحة الدور السياسي الجوهري الذي لعبه محمود في السنوات الأخيرة. وبحسب تسريبات داخلية ، فقد كان مهندس الإصلاحات الدستورية التي صدرت عام 2019 والتي سمحت لوالده بالترشح لرئاسة جديدة. كما كان الرجل وراء تنظيم تحالف كبير حول الحزب الرئاسي مستقبل الوطن للانتخابات التشريعية التي أجريت أواخر عام 2020.

هل يجري التحضير لخلافة سلالة في محاولة لا حصر لها لجعل جمهورية عربية وراثية؟ يقول عيد: "من السابق لأوانه أن نقول: الرئيس السيسي في صحة جيدة جدًا ولا يزال يرى نفسه رئيساً على مدى العشرين سنة القادمة على الأقل

تستمر الصورة غير الرسمية لمحمود السيسي التي رسمها موقع القاهرة 24 ، وهو موقع يسيطر عليه جهاز المخابرات العامة ، في الترويج لفكرة أن الابن يدين بتقدمه لمصلحته الخاصة فقط وليس للتأثير الأبوي. كما أنهم ينفون بشدة أنه يحمل أي رتبة مرموقة أقل بكثير من رتبة جنرال التي تمنحها "وسائل الإعلام المعادية".

وفقًا لمؤلف المقال ، فإن مساره المهني متماسك للغاية: فقد تخرج من الكلية الحربية عام 2003 ، وتم تكليفه بتأمين قناة السويس ثم أصبح ضابطًا في قاعدة في سيناء. في عام 2009 ، انضم إلى المخابرات العامة حيث كان مسؤولاً عن شمال سيناء ، منطقة فرع من تنظيم الدولة الإسلامية المسلحة.

رغبته في إعادة إثبات الحقيقة حول رجل يعترف بأنه محاط بالسرية ، يذهب المؤلف إلى حد الإبلاغ بأن محمود كان ، خلال ثورة يناير 2011 ، " أحد الضباط المسؤولين عن تأمين ميدان التحرير حيث ، الاسم ، فقد تواصل مع مجموعة من النشطاء والثوار ، ساعد العديد من أعضائها ".

هذا غير مرجح في ضوء القمع الوحشي للناشطين في عام 2011 من قبل الأجهزة التي يقودها.

نقلاً عن جندي متقاعد ، تشيد كايرو 24 بالفرد الذي يتناقض مع مزاجه الجندي وسريع الانفعال: "إنه مهذب وصريح ، مثل والده ، إلا أنه يدخن. هذا لا يمنعه من حب الرياضة وممارستها بانتظام ".

والدي البطل

يظهر محمود في هذه الصورة الجميلة كإبن جدير بمدح أبيه ، يتبع خطواته كجندي وجاسوس رئيسي لمصر.

إذا لم يكن يخطط لجعل محمود وريثه واضحًا ، فهل سيستخدم اللواء السيسي أبنائه بنفس الطريقة التي يستخدمها جاره وحليفه الليبي المشير حفتر ، الذي عيّن خمسة من أبنائه في مناصب رئيسية في نظامه؟ أو بعبارة أخرى ، هل يضعهم الجنرال في مناصب السلطة لحماية نفسه من الانقلابات الداخلية أكثر من حماية خلافته؟

وبينما يشغل محمود المنصب الأبرز ، فإن شقيقه مصطفى يحتل أيضًا مكانة جيدة في هيئة الرقابة الإدارية القوية. في غضون ذلك ، انضم أصغره ، حسن ، إلى محمود في المخابرات العامة بعد أن عمل في قطاع النفط.

من الصعب عدم ربط هذه الترقيات العائلية بعمليات "التطهير" العديدة التي جرت على رأس الجيش والمخابرات منذ استيلاء السيسي على السلطة في تموز / يوليو 2013.

" بين 2014 و 2017، رفضت سيسي 47 عضوا من ذوي الرتب العالية في نظم المعلومات الجغرافية، بعد التسريبات الداخلية، ليحل محل أخيرا في 2018 مخرجه خالد فوزي مع كامل، واحد من معظم الموظفين المخلصين، بمساعدة ابنه محمود. الأمر نفسه حدث في الجيش مع إقالة رئيس الأركان محمود حجازي في عام 2017 ، والذي قال منتقدوه للسيسي ، إنه قد يحاول القيام بانقلاب داخلي.

قد ينتهي تركيز السلطة لدى عائلة الرئيس بالكشف عن نقاط ضعف النظام أكثر من تعزيز قوته.

صحيفة الايطالية نيوز: قمة إيطالية على مستوى رفيع بروما تنتهي بإقناع الاتحاد الاوروبي بالتدخل ضد القاهرة بشأن مقتل جوليو ريجيني


صحيفة الايطالية نيوز:

قمة إيطالية على مستوى رفيع بروما تنتهي بإقناع الاتحاد الاوروبي بالتدخل ضد القاهرة بشأن مقتل جوليو ريجيني


الايطالية نيوز، الأربعاء 16 ديسمبر 2020 - مرفق الرابط

 عقد رئيس مجلس الوزراء قمة في قصر " كيدجي" شارك فيها وزير الخارجية ووزيرة الداخلية ووزير الدفاع لتوحيد قرارهم بشأن لائحة اتهام ضد مسؤولين مصريين متهمين بالمشاركة في تعذيب وقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني في القاهرة. القمة امتد تأثيرها حتى بروكسل، إذ جرى التصويت على الاقتراح الوزاري الايطالي ضد الحكومة المصرية في البرلمان الأوروبي

لم تكن فقط قضية ريجيني جوهر النقاش، ولكن أيضًا قضية السجن الدراماتيكي المطول لباتريك زكي. كما جرى التطرق إلى ملف حقوق الإنسان والعلاقات مع مصر، صباح اليوم، في قمة بمقر رئاسة الوزراء، عُقدت بناءً على طلب وزير الخارجية لويجي دي مايو.

وحضر الاجتماع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي ووزيرا الدفاع لورينزو غويريني ووزيرة الداخلية لوتشانا لامورجيزي. طلب رئيس الخارجية الايطالية من الحكومة اتخاذ إجراءات على المستوى الأوروبي حتى يضغط الاتحاد الأوروبي على مصر لتقديم عناوين سكن المتهمين الذين حددهم مكتب المدعي العام في روما في قائمة الاتهام عند انتهاء التحقيقات المتعلقة بجريمة قتل جوليو ريجيني.

وسبق أن قُدّم طلب إلى السفير المصري في روما في الأيام الأخيرة، المساعدة في تأكيد الاتهامات التي أُقرنت بأربعة متورطين من ضباط من الأجهزة الأمنية. وقال دي مايو "كشف القضاة صورة مروعة مع التفاصيل المروعة للتعذيب الذي تسبب في وفاة جوليو ريجيني". 

 وأضاف "هدفنا هو إشراك المؤسسات الأوروبية، لأن الحقيقة حول هذا الأمر هي قضية حقوق إنسان ولا ينبغي لأحد أن يتراجع عنها وسنطلب من جميع الدول والدول الأعضاء اتخاذ موقف حاسم". كما تتابع الحكومة عن كثب قصة باتريك زكي، المسجون منذ 7 فبراير، والذي جُدّد حبسه التحفظي ل 45 يومًا.

في إطار الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية والتضامن مع المنظمات التي تنتقد النظام في مصر، سيتم التصويت على اقتراح احتجاج ضد القاهرة في جلسة البرلمان الأوروبي غدًا.

في الأيام الأخيرة، عبّر بعض المواطنين الإيطاليين أمثال (الكاتب والصحفي القدير كورادو أَوْدجاس، و دْجوفانّا ميلاندري ولوتشانا كاستيلّينا والبرلمانية إيمّا بونيني) عن سخطهم بإرجاع وسام جوقة الشرف الفرنسية  الى السفير الفرنسي بروما، بعد أن منحه إيمانويل ماكرون الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عند زيارته الاخيرة للإليزيه.

كما يؤيد رئيس مجلس النواب روبرتو فيكو، الذي قطع العلاقات المؤسسية مع مصر، إصرار أيطاليا أكثر مما كان في السابق على الضغط على الإتحاد الاوروبي من أجل تحقيق العدالة وتطبيق حقوق الانسان، التي لا يمكن ان تهمش مقارنة مع المصالح المشتركة. 

كما قال فيكو "لقد تحركت وتناولت هذه القضايا أيضًا مع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريتشارد فيران والبوندستاغ فولفجانج شوبل، والهدف هو أن "قضية حقوق الإنسان لا يمكن استبدالها بأي شكل من الأشكال" ولكن من الضروري العمل دون سذاجة في القضايا الاقتصادية والدولية. وأوضح إن "الطريق إذن هو التحرك معًا في أوروبا. بهذه الطريقة فقط يمكننا مهاقبة هذا الخرق".

صاحب سلسلة محلات "التوحيد والنور" يتبرع من داخل محبسة فى السجن لصندوق ما يسمى '' تحيا مصر'' بمبلغ 10 ملايين جنيه نقدًا


هو ايه الحكاية بالضبط

بعد القبض على ثلاثة رجال أعمال من كبار الأثرياء في مصر بدعوى انهم ارهابيين

صاحب سلسلة محلات "التوحيد والنور" يتبرع من داخل محبسة فى السجن لصندوق ما يسمى '' تحيا مصر'' بمبلغ 10 ملايين جنيه نقدًا


تبرّع رجب السويركي، مالك سلسلة "التوحيد والنور"، بمبلغ 10 ملايين جنيه نقدًا لصالح صندوق "تحيا مصر"، بعد أيام من القبض عليه بتهمة تمويل والانضمام لجماعة إرهابية.

وتوجه محامي السويركي إلى البنك الأهلي المصري لإيداع 10 ملايين جنيه نقدًا في حساب صندوق "تحيا مصر"، فيما خاطبت إدارة البنك الجهات المختصة بسبب قرار التحفظ على أموال مالك سلسلة "التوحيد والنور"، وإمكانية قبول تلك التبرعات.

وكانت جهات التحقيق قد قررت حبس رجل الأعمال السيد رجب السويركي، مالك سلسلة "التوحيد والنور" المنتشرة في ربوع الجمهورية، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة تمويل والانضمام لجماعة إرهابية.

وسبق أن أحالت النيابة العامة "السويركي" إلى محكمة جنح العجوزة، بتهمة إهانة علم مصر.

وفي يناير 2015 برأت محكمة جنح العجوزة، برئاسة المستشار محمد فتحي، وسكرتارية محمد عبد الحكيم، "السويركي" من تهمة إهانة علم مصر ووضعه على الأحذية المبيعة بالمحلات، وذلك في أولى جلسات المحاكمة.

وفي عام 2002 عاقبت المحكمة "السويركي" بالسجن لمدة 7 سنوات بتهم الجمع بين 5 زوجات في وقت واحد وتزويره في قسائم الطلاق والزواج بمساعدة مأذونين شرعيين، ثم تم تخفيف الحكم إلى 3 سنوات بعد الاستئناف

الغرب فوّت فرصة تاريخية لدعم تطلعات شعوب دول "الربيع العربي"


الغرب فوّت فرصة تاريخية لدعم تطلعات شعوب دول "الربيع العربي"


عندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية في عدد من الدول العربية قبل عقد من الزمن، فشلت الحكومات الغربية في التقاط زمام المبادرة والمساهمة في تلبية تطلعات الشعوب إلى الحرية والديمقراطية، وفوّتت بهذا التلكؤ فرصة غير مسبوقة لهندسة إصلاحات حقيقية.

تقول 20 شخصية من مسؤولين غربيين ومحللين وناشطين تحدّثت إليهم وكالة فرانس برس، إنّ التاريخ لن يكون رحوما مع أداء الغرب في ما يتعلق بـ"الربيع العربي".

ويقول محمّد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام والقيادي البارز في المعارضة المصرية سابقاً لوكالة فرانس برس "كانت هذه فرصة ضائعة للشرق الأوسط من أجل التحديث واتخاذ الخطوات الأولى على طريق الحرية والديموقراطية".

ويضيف "اختار الغرب أن يكون مراقباً صامتاً بدلاً من أن يكون مؤيداً نشطاً. لم يساعد ذلك الربيع العربي".

في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، أضرم البائع المتجول التونسي محمّد البوعزيزي النار في جسده احتجاجاً على احتجاز السلطات المحلية لبضاعته. وشكّل ذلك شرارة انتفاضة ضد نظام استبدادي في تونس ما لبثت أن انتقلت إلى دول أخرى، فأسقطت زعماء ورؤساء حكموا شعوبهم بقبضة من حديد طيلة عقود، ما شكّل زلزالاً جيوسياسياً في المنطقة.

لكن ما جرى باغت القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، فلم تتمكن من التقاط هذه اللحظة لدعم الصرخات من أجل الحرية.

ويعرب البرادعي الذي عاد الى مصر عام 2010 بعدما أمضى سنوات على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن أسفه الشديد لغياب التخطيط لدى المجتمع الدولي.

ويوضح "كنا نعلم ماذا فعلنا لا ما نريده، لم يكن لدينا متسع من الوقت لمناقشة حتى ما يجب أن يبدو عليه اليوم التالي. كنا أشبه بمن هو في حضانة أطفال عليه الانتقال منها مباشرة إلى الجامعة".

ويضيف البرادعي، الدبلوماسي السابق البارز الذي نفى مراراً اتهامات وُجهت اليه بأنه دمية في يد الغرب، "لم تكن لدينا الأدوات ولا المؤسسات"، في حين لم يكن ممكناً  "القفز من ستين عاماً من الاستبداد إلى ديموقراطية كاملة". كما أنّ "غياب رؤية متوازنة وسياسة طويلة الأمد (من الغرب) عاد ليطاردنا".

 خشية من التلاعب:

إلا أنّ ذلك لا يعني أن الغرب لم يحاول. فقد أوفد قبل وقت طويل من اندلاع الربيع العربي منظمات غير حكومية وهيئات شبه رسمية الى المنطقة للعمل على تعزيز الرغبة بالديموقراطية والحريّة. وعملت منظمات أميركية عدة تحديداً مع نظيراتها الألمانية مع المجتمع المدني والناشطين، للتدريب على أساليب النضال السلمي، كاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وإطلاق شعارات حالمة من شأنها أن تأسر مخيلة الجماهير.

 لكن الأنظمة الدكتاتورية وقفت لها بالمرصاد. في نهاية عام 2011، اتهمت السلطات المصريّة 43 موظفاً أجنبياً ومحلياً يعملون لدى منظمات غير حكومية بالتدخل في شؤون مصر. وتمّ ترحيل الأجانب، وغالبيتهم أميركيون، بينما سجن المصريون.

 وعندما زار السفير الأميركي لدى سوريا آنذاك روبرت فورد مدينة حماة في وسط البلاد في تموز/يوليو 2011، أمطره المتظاهرون بالورود الحمراء، ما أثار غضب نظام الرئيس بشار الأسد الذي اتهم واشنطن بالتدخل في التحرك ضد السلطات ومحاولة تصعيد التوتر.

لكنّ مراقبين ومحللين يشككون في أنه كانت للحكومات الغربية يد مباشرة في إثارة الاحتجاجات.

 ويقول سرديا بوبوفيتش المشارك في تأسيس منظمة "كانفاس" الصربية الداعمة للحركات المؤيدة للديموقراطية "من أجل النجاح، مثل هذه المعارك يجب أن تأتي من الداخل: الرؤية، القيادة، الاعداد والأفكار يجب أن تكون وطنية".

 ويدحض الباحث ستيفان لاكروا من معهد باريس للدراسات السياسية كذلك نظرية "المؤامرة الأجنبية". ويقول "أولئك الذين يرون الإمبريالية في كل مكان يفشلون في تصديق أن الأفراد قادرون على تنظيم أنفسهم لأنهم سئموا".

ويتفق الباحثون في تقييمهم على أن الغرب بدا كأعمى غير آبه بما يجري وافتقد للشجاعة اللازمة لاقتناص زمام المبادرة.

ويرى نديم حوري، المدير التنفيذي لـ"مبادرة الإصلاح العربي" التي مقرها باريس، أن الغربيين "استغرقوا أشهرا عدّة للتفكير في الأمر، ثم أغلقوا الباب بسرعة في وجه تجربة التغيير الديموقراطي هذه".

ويضيف "بين العامين 2012 و2013، رأيناهم يعودون برؤية تستند فقط إلى الأمن الإقليمي".

  تونس:

في تونس، فشلت فرنسا، القوة المستعمرة سابقاً، في دعم المحتجين مع تصاعد النقمة ضد الرئيس زين العابدين بن علي.

في شباط/فبراير 2011، استقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل آليو ماري، بعد أسابيع من عرض فرنسا المساعدة على حلّ "الوضع الأمني" الذي كان قد أودى حينها بحياة 35 شخصاً، وفق منظمات غير حكومية. وتعرّضت لانتقادات بسبب تمضيتها عطلة في تونس نهاية عام 2010 رغم الاحتجاجات.

ويعتبر سفير فرنسا السابق لدى طهران فرانسوا نيكولو أنّ وزارة الخارجية الفرنسية "كانت على دراية كاملة بهشاشة النظام التونسي"، لكن صانعي القرار الحكوميين الذين كانوا يقيمون علاقات وثيقة مع تونس، "رفضوا الاستماع إليها".

وكانت باريس تجاهلت منذ فترة طويلة قادة المعارضة في المنفى، معتقدةً أن حكم بن علي ثابت. ويقول لاكروا "اعتقدنا أن هذه الدكتاتوريات ستستمر إلى الأبد"، ولم يؤخذ التواصل مع قادة المعارضة "على محمل الجد".

ويوضح أنّ منصف المرزوقي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في شمال إفريقيا والذي كان أمضى بعض الوقت في باريس وكان عضواً بارزاً في حركة حقوق الإنسان التونسية، لم يكن موجوداً على الرادارات الفرنسية. أما حزب النهضة الإسلامي الذي فاز في أول انتخابات بعد الثورة، فقد سعت باريس إلى البقاء على مسافة من زعيمه راشد الغنوشي. وعندما أُجبر بن علي على الفرار بعد 23 عاماً في السلطة لم يكن لفرنسا أي محاورين في تونس.

 مصر:

من تونس، انتقلت عدوى "الربيع العربي" إلى مصر حيث حكم حسني مبارك منذ عام 1981. وباعتبارها حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، كانت مصر تحصل على 1,3 مليار دولار سنوياً كمساعدات عسكرية أميركية بلغ مجملها 58 مليار دولار منذ عام 1979، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة.

واستحوذت التظاهرات في ميدان التحرير في القاهرة في 25 كانون الثاني/يناير 2011 على اهتمام إدارة الرئيس باراك أوباما آنذاك. لكن وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بقيت مشكّكة رغم جولاتها التاريخية في الميدان في آذار/مارس من العام ذاته.

ويرى الناشط المصري شريف منصور الذي كان عضواً في مجموعة "فريدوم هاوس" (بيت الحرية)، أن كلينتون "لم تكن مقتنعة". وبحسب مراقبين، فقد خشيت كلينتون من ردود فعل شركاء واشنطن الخليجيين الرئيسيين تجاه الأحداث، وكان بعضهم قلقاً من صعود نفوذ جماعة الإخوان المسلمين.

بعد إسقاط حكم مبارك، فاز مرشح الإخوان محمّد مرسي بأول انتخابات ديموقراطية. ووضع فوزه واشنطن في موقف حرج، إذ دافعت عن انتخابات حرة وديموقراطية لتجد نفسها بمواجهة رئيس إسلامي.

في الشوارع ، تمّ الطعن بفوز مرسي فوراً واتُهمت واشنطن بمساعدة الإسلاميين على "سرقة الانتخابات" بعدم معارضته، وخيانة تطلعات الشعب المصري للديموقراطية. وحين زارت كلينتون مصر مجدداً والتقت مرسي في تموز/يوليو 2012، حاصر المتظاهرون فندقها في القاهرة. في الإسكندرية، رُشق موكبها بالطماطم والأحذية. وبعد أقل من عام، أطاح الجيش بمرسي بقيادة اللواء عبد الفتاح السيسي، في خطوة دعمتها الإمارات والسعودية، مع إيعاز السيسي بسحق جماعة الإخوان المسلمين.

حينها، انزلقت العلاقة مع الولايات المتحدة الى حرب دلالات: متى لا يُعد الانقلاب انقلاباً؟ فبحسب القوانين الأميركية، يتم تعليق المساعدة العسكرية الأميركية تلقائياً عند حدوث انقلاب. ولكن بينما جمّدت واشنطن في البداية جزءاً من مساعدتها، لم تذهب إدارة أوباما إلى حد وصف الأحداث في مصر بأنها انقلاب.

ورغم أن القاهرة فشلت في الاستجابة لدعوات واشنطن لتحسين حقوق الإنسان، فقد استؤنفت المساعدات الأميركية لمصر في عام 2015، ويعود ذلك أساساً إلى أن الجيش المصري أصبح حليفاً رئيسياً في القتال ضد الجماعات الجهادية في سيناء. وقد أثار بروز التنظيمات الإسلامية المتطرفة في عدد من دول الربيع العربي قلق الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل.

ويقول المبعوث الخاص لأوباما إلى مصر آنذاك فرانك وايزنر "هل كان بإمكان الولايات المتحدة تغيير التحول الأساسي في الظروف التاريخية؟ أعتقد بالتأكيد أننا لم نكن لنتمكن من ذلك. هل كان بإمكاننا إرسال إشارة مختلفة؟ بالتأكيد".

 ليبيا:

في ليبيا، بدا المشهد مختلفاً بعد انطلاق التظاهرات ضد نظام معمر القذافي في شباط/فبراير 2011. فقد دفعت فرنسا باتجاه التدخل العسكري دعماً للمتظاهرين. وأجاز القرار الدولي 1973 الصادر عن الأمم المتحدة استخدام القوة لحماية المدنيين من رد فعل النظام العنيف.

في آذار/مارس، بدأ تحالف يقوده حلف شمال الأطلسي ضربات جوية ضد القوات الموالية للقذافي، لكنها تجاوزت محددات قرار الأمم المتحدة، ما أثار انتقادات روسيا والصين. في الوقت نفسه، برزت، مع تطور القتال، هشاشة مؤسسات الدولة في ظل حكم القذافي الاستبدادي.

ويوضح لاكروا أن القذافي على مدى أربعة عقود "حكم بلا دولة، معتمداً على الأجهزة الأمنية ونظام القبائل". ويضيف "لم يكن للبلد حياة سياسية ولا أحزاب ولا مجتمع مدني أو جمعيات".

ورغم مقتل القذافي، "الأخ القائد ومرشد الثورة"، كما سمّى نفسه في تشرين الأول/أكتوبر 2011، بقيت الدولة من دون رأس، ما سمح للخصومات القبلية بالتفاعل بسرعة.

ويشرح الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند الذي كان في المعارضة السياسية في باريس حينها "ما لم نره بشكل كاف هو كم سيستغرق الأمر... لإعادة بناء الدولة".

ويضيف أن هناك اعتقادا ساد في أوروبا يومها مفاده أن "الديموقراطية يمكن أن تزرع نفسها دون الحاجة إلى الدفاع عنها أو رعايتها"، وأنّ على  الحكومات الأجنبية أن تمتنع "عن فرض نظام سياسي... لا ينبغي أن نختار القادة، على الشعوب أن تنتخبهم".

 سوريا:

ما إن اندلعت التظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والديموقراطية في سوريا، حتى انقضّ عليها نظام الرئيس بشار الأسد بقمع وحشي.

ويقول الناشط السوري ابراهيم الإدلبي "عندما بدأنا الثورة، بدا الأمر وكأننا نسير في غابة مظلمة". وعندما أصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "بيانات تدعمنا وتطالب النظام بالامتناع عن استخدام القوة ضد المدنيين، شعرنا أن هذا هو الضوء الذي علينا أن نتبعه".

ويضيف الإدلبي الذي فرّ من منزله في إدلب (شمال غرب) ويعيش الآن في تركيا، أن هذا الدعم كان بمثابة "خلاص"، ليتبين لاحقاً أنه "ما من خطة" لدى الغرب لأي تدخل، لافتاً الى أنّه "تم توزيع الكثير من الأموال على مجموعات وأشخاص لم يعرفوا ماذا يفعلون بها".

 وتسبّب النزاع السوري حتى اليوم بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وبنزوح وتهجير نصف عدد السكان، وبدمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد، لكن الأسد لا يزال في منصبه وباتت قواته تسيطر على ثلثي مساحة البلاد بفضل دعم حلفائه على رأسهم روسيا التي تدخلت عسكرياً منذ العام 2015، موفرة الدعم الجوي لقوات النظام.

وتم نقل أسلحة الى فصائل مقاتلة معارضة للنظام في سوريا، لكن هذه الفصائل طالبت عبثا بأنظمة مضادة للطائرات لوقف تفوق النظام الجوي. وخشيت الإدارة الأميركية أن يتمّ استخدام مثل هذه الأسلحة ضد إسرائيل أو وقوعها في أيدي الجهاديين. في هذا الوقت، كانت البراميل المتفجرة تحصد الأرواح وتضعف المعارضين.

ويشرح الباحث في مركز "تشاتام هاوس" حايد حايد أنّ "أي قوة غربية لم تتخذ إجراءات من شأنها أن تحدث تغييراً فعلياً على الأرض". ويضيف "لو حيّدوا القوة الجوية للأسد، لما كان ذلك ليقلب التوازن العسكري فحسب، بل لينقذ أيضاً حياة عشرات الآلاف من الناس".

في موازاة ذلك، كانت مجموعات المعارضة منقسمة وضعيفة، ما جعلها فريسة للتنظيمات المتشددة. ويعتبر المدير في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما أليكس بيك أنه "لم يكن هناك من صلة بين الناشطين والفصائل المسلحة. وشكّل بناء الجسور بين الطرفين محور تركيز رئيسي للدبلوماسية الأميركية لسنوات عدة". ويضيف "لا أعتقد أن ذلك نجح في نهاية المطاف".

 "خط أحمر":

وبعد تراجع أوباما عن تنفيذ ضربات عقابية على دمشق، إثر مقتل نحو 1400 شخص صيف 2013 قرب العاصمة جراء هجوم بغاز السارين اتهم النظام بتنفيذه، بات الأسد أكثر تيقناً من أن الطائرات الأميركية لن تتدخل ضده، لا سيما ان أوباما كان حذر من أنه سيعتبر أي استخدام لأسلحة كيميائية "خطا أحمر" . وشكل ذلك الضربة الأخيرة للنفوذ الغربي في المنطقة.

ولم تستهدف مناطق سيطرة الأسد بأي غارة أميركية حتى العام 2018، عندما انضم خلف أوباما، دونالد ترامب إلى فرنسا وبريطانيا، لقصف مواقع تحت سيطرة النظام، بعد هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية على مدينة دوما قرب دمشق.

ويعتبر الدبلوماسي الهولندي السابق في العراق نيكولاوس فان دام أن واشنطن "لم ترغب بالهجوم قط". ويشرح كيف أن تحديد "خط أحمر" كان دائماً "موقفاً ضعيفاً، مفاده +يمكنك استخدام القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة والفوسفور وجميع أنواع الأسلحة، ولكن ليس الأسلحة الكيماوية+".

ويضيف "هو نوع من الإذن غير المباشر".

ويشرح هولاند أن أوباما رفض القيام بعمل عسكري لأنه انتخب على أساس تعهّد بسحب القوات الأميركية من الصراعات في الشرق الأوسط، ولأن القادة الأوروبيين لا سيما في بريطانيا وألمانيا، عارضوا ذلك.

ويستعيد كيف أنه اتفق معه مرة على "عملية كانت الجيوش تعدّ لها، والدبلوماسيون يعملون لإضفاء الشرعية عليها في مجلس الأمن. كان كل شيء جاهزاً. في اليوم التالي قال لي سأطلب من الكونغرس الإذن بذلك. عندها علمت أن الأمر قد انتهى". ويقرّ بأن ذلك كان "خطأ استراتيجياً".

بعد سبع سنوات، خرجت تونس فقط من الربيع العربي بديموقراطية هشّة.

ولا يزال السيسي على رأس نظام قمعي في مصر، ويحتفظ الأسد بموقعه في سوريا. ووافقت ليبيا للتو على إجراء انتخابات في كانون الأول/ديسمبر 2021، لكنها لا تزال ممزقة بين حكومة معترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس وحكومة موازية تدعمها قوات المشير خليفة حفتر في الشرق.

ولا يلقي حوري بكامل اللوم في ما جرى على الدول الغربية، إذ "لم يكن من المفترض أن ينتهي الأمر بهذه الطريقة"، لكن الغرب "في ظل هذا الفشل الهائل والخسائر، وهذه المأساة الإنسانية، فوّت موعده مع القدر".