الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

موقع رصيف 22 : الناشطة القطرية نوف المعاضيد... هل قتلتها أسرتها عقب عودتها من بريطانيا؟

رابط تقرير موقع رصيف 22

موقع رصيف 22 :

الناشطة القطرية نوف المعاضيد... هل قتلتها أسرتها عقب عودتها من بريطانيا؟


الثلاثاء 14 ديسمبر 2021  02:11م

من جديد، أُثيرت المخاوف حول مصير الناشطة القطرية في مجال حقوق الإنسان نوف المعاضيد خلال الساعات المنقضية إثر مزاعم حقوقية بمقتلها على أيدي أفراد أسرتها قبل نحو شهرين.

وأفاد مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية تُعنى بحقوق الإنسان في منطقة الخليج، مقرها لبنان، الثلاثاء 14 كانون الأول/ ديسمبر، بأن "تقارير وردت إليه تؤكد مقتل مدافعة حقوق الإنسان نوف المعاضيد بعد عودتها من بريطانيا".

وفق GCHR، اختُطفت المعاضيد من قبل أفراد عائلتها في وقتٍ متقدم من ليل 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد أن أمرت السلطات العليا ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقونها في فندقها برفع الحماية عنها وتسليمها إلى الأسرة. هكذا حصل. ثم "قُتلت في نفس الليلة".

ولم تظهر المعاضيد علناً أو تغرّد عبر حسابها في تويتر، الذي يتابعه نحو 15 ألف شخص، منذ 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

السلطات القطرية "متهمة" أيضاً

واتهمت المنظمة الحقوقية السلطات القطرية بالتخلي عن الوعد الذي قطعته على نفسها لصالح الناشطة المهددة حياتها قبل عودتها إلى قطر، مبرزةً أنه لا يمكن التحقق من مصير المعاضيد من خلال "الحكومة القطرية التي تتبع سياسة السكوت المطبق في هذه القضية".

قبيل اختفائها بيوم واحد، 12 تشرين الأول/ أكتوبر، عبّرت المعاضيد عن قلقها البالغ عقب مشاهدة والدها - الذي هو أحد معنفيها الرئيسيين والسبب في هروبها من منزلها - في باحة الفندق الذي تقيم فيه لا سيّما أن ضباط الحراسة "مثّلوا أنهم ما يشوفون… مثلوا أنهم ما عندهم صور هاي الشخص"، وفق قولها.

وكشفت آنذاك عن تعرضها لثلاث محاولات اغتيال فاشلة على أيدي أفراد أسرتها، مشددةً: "(أمير قطر) الشيخ تميم هو الوحيد الذي يستطيع وقف الخطر على حياتي بيديه".

واستنتج GCHR: "يبدو جلياً أنه حتى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لم يستطع تقديم الحماية اللازمة لمواطنة لم ترتكب أي مخالفة تُذكر، وعادت طواعية إلى بلدها بناءً على وعودٍ كثيرة من السلطات بتوفير الحماية الكاملة لها".

لماذا عادت إلى قطر؟

وعن أسباب عودتها إلى قطر "طواعيةً" رغم المخاطر التي تهدد حياتها عقب فرارها من تعنيف أسرتها إلى بريطانيا، شرحت المعاضيد في مقطع فيديو عبر حسابها في انستغرام، يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنها شعرت رغم الحياة الآمنة في بريطانيا "أني مو في مكاني"، مضيفةً أنها اتجهت إلى السفارة القطرية في لندن في تموز/ يوليو أول مرة لبحث مسألة عودتها مع حماية أمنية من قبل السلطات.

وأضافت: "كان ردهم إيجاب الحمد لله لكن ما مشت الأمور بسرعة". واستدركت بأنها اتجهت إلى منظمات معنية باللاجئين من أجل مساعدتها للعودة، وبأنها أبدت رغبة أكيدة لأن تكون في بلادها "لأن كان عندي يقين أنه مهما صار مهما استوى أنا بكون في بلادي. وشفت أن هاي القرار الأسلم".

وأقرت الناشطة في المقطع نفسه: "ما في شي كان يأكد لي أنو أنا ظروفي (تعرضها للتعنيف والتهديد) ما راح تنعاد. أبداً، أبداً. أنا للحين خوفي ضخم، ولهاي السبب قررت أنشر خطة رجعتي قبل لأرجع عشان أنها شي ممكن يخفف عني الضغوط".

وصلت الناشطة إلى العاصمة القطرية الدوحة في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي. وكانت في 4 آب/ أغسطس 2020، قد تحدثت في مقابلة تلفزيونية عن طريقة هروبها من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بسبب تعنيف أسرتها لها وفشل السلطات في حمايتها. 

وطلبت اللجوء السياسي لدى وصولها إلى بريطانيا، وعادت لسحبه عندما قررت العودة إلى بلدها.

وفور تداول التكهنات بمقتلها، ناشد ناشطون حقوقيون عرب السلطات القطرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الإفصاح عن مصير نوف. 

غردت الناشطة الحقوقية السعودية لينا الهذلول: "نصحى على هالأخبار إلى متى؟ كل بلادنا جحيم للنساء وقطر ليست استثناءً".

 في غضون ذلك، دعا مركز الخليج لحقوق الإنسان جميع المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، للضغط على السلطات في قطر بغية الكشف عن مصير المعاضيد وتقديم دليل على أنها على قيد الحياة إذا لم تكن قد قُتلت.

مأساة نوف المعاضيد .. مركز الخليج لحقوق الإنسان : تقارير تؤكد مقتل مدافعة حقوق الإنسان نوف المعاضيد




 مأساة نوف المعاضيد .. مركز الخليج لحقوق الإنسان : تقارير تؤكد مقتل مدافعة حقوق الإنسان نوف المعاضيد


ترددت أنباء تناقلتها صفحات النشطاء والحقوقيين والمدونين خلال الساعات الماضية عن ذبح المدافعة القطرية عن حقوق الإنسان نوف المعاضيد البالغة من العمر 23 عامًا، بمعرفة أسرتها وتحريض السلطات القطرية التى وجدت بدلا من قتلها بنفسها واثارة المجتمع الدولي عليها تسليمها إلى عائلتها وتحريضهم على قتلها تحت دعوى الدفاع عن الشرف وفق تقاليد بعض المجتمعات العربية.

وكانت السلطات القطرية قد دأبت على استدعاء أسرتها واحتجازهم للضغط على نوف المعاضيد عبرهم وأساءت أسرتها معاملتها وفرت نوف من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا في 26 نوفمبر 2019، وعند وصولها إلى بريطانيا، قدمت طلب لجوء سياسي، وخلال إقامتها في بريطانيا، قدمت المعاضيد نفسها كمدافعة عن حقوق المرأة القطرية وشرحت كيف أن وصاية الرجل تمنع المرأة من العمل أو السفر دون موافقة ولي الأمر، وكذلك كيف تُترك النساء ضحايا العنف الأسري دون حماية تذكر من السلطات القطرية التى تدافع عن وصاية الرجل على المرأة القطرية، بالإضافة الى عدم وجود حريات عامة و ديمقراطية ودستور وطني و برلمان تشريعي منتخب تشكل من أغلبيته الحكومات فى قطر وملكية دستورية، وقام جواسيس المخابرات القطرية فى السفارة القطرية فى لندن بالتواصل مع نوف المعاضيد تحت دعاوى تقديم الخدمات الدبلوماسية للقطريين فى لندن، وزعمهم تدخلهم لتامين عودتها الى قطر فى سلام دون تعرض السلطات لها وكذلك عائلتها وتمكينها من مواصلة نشاطها السياسي فى الدفاع عن الحريات العامة والمرأة القطرية.

وفي 6 أكتوبر 2021، نشرت المعاضيد مقطع فيديو على حسابها فى انستجرام أوضحت فيه تفاصيل عودتها إلى العاصمة الدوحة في 30 سبتمبر 2021، وأكدت أنها قبلت وساطة السفارة القطرية فى لندن ووثقت فى وعود وعهود السلطات القطرية الذين اعطوا الامان لها.

وفي 12 أكتوبر 2021 نشرت تغريدة ذكرت فيها أنها تعرضت لمحاولات اغتيال من قبل عائلتها.

وفي 13 أكتوبر 2021، نشرت نوف المعاضيد، آخر تغريدتين لها على حسابها فى تويتر، واتسمت كتابتها بالغموض كأنها تخشى من كشف ما يجري وقال باقتضاب، "مرحبا. لا أزال غير آمنة.". وفي التغريدة الثانية التي تلت ذلك  قالت، "حسنًا بعض الشيء".

وبعدها اختفت نوف المعاضيد، وتوقفت عن النشر على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وفشل العديد من ممثلى وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية واصدقائها فى محادثتها نتيجة غلق الخط على الدوام، واصبح مكان وجودها مجهولًا تمامًا، وتجاهلت السلطات القطرية الاجابة على تساؤلات وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية حول مصير نوف المعاضيد، كذلك تجاهلت الرد على الأنباء التى تناقلتها على مدار الساعات الماضية صفحات النشطاء والحقوقيين والمدونين عن ذبح نوف المعاضيد بمعرفة أسرتها وتحريض من السلطات القطرية التي قامت بتسليمها إليهم لقتلها.

رابط بيان مركز الخليج لحقوق الانسان

مركز الخليج لحقوق الانسان : تقارير تؤكد مقتل مدافعة حقوق الإنسان نوف المعاضيد

مقتل مدافعة حقوق الإنسان نوف المعاضيد بعد عودتها من بريطانيا


أكدت تقارير استلمها مركز الخليج لحقوق الإنسان مقتل مدافعة حقوق الإنسان نوف المعاضيد بعد عودتها من بريطانيا.

أوضحت هذه التقارير أن المعاضيد اختطفت من قبل أفراد عائلتها في وقتٍ متأخر من مساء يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد أن أمرت السلطات العليا ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقونها برفع حمايتهم لها وتسليمها إلى الأسرة. لقد كانت قد حصلت على وعدٍ بالحماية قبل عودتها إلى قطر. وبحسب هذه التقارير، يُزعم أن أفراد الأسرة قتلوها في نفس الليلة.

إن هذه التقارير لم يكن من الممكن تأكيدها من قبل الحكومة القطرية، التي تتبع سياسة السكوت المطبق في هذه القضية. لقد خشيت المعاضيد أن ُتقتل، كما ذكرت في فيديو نشرته ضمن تغريدة على حسابها في تويتر عن تعرضها لثلاث محاولات اغتيال فاشلة من قبل أسرتها. لقد ذكرت المعاضيد أيضاً، دخول والدها إلى باحة الفندق الذي كانت تقيم فيه، بالرغم من كونه أحد معنفيها الرئيسيين والسبب في هروبها من منزلها. لقد كتبت في نفس هذه التغريدة ما يلي:

"الشيخ تميم الوحيد الذي يستطيع وقف الخطر على حياتي بيديه."

 يبدو جلياً أنه حتى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لم يستطع تقديم الحماية اللازمة لمواطنة لم ترتكب أي مخالفة تُذكر وعادت طواعية إلى بلدها بناءً على وعودٍ كثيرة من السلطات بتوفير الحماية الكاملة لها.

كانت المعاضيد قد نشرت، بتاريخ 06 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على حسابها في إنستغرام فيديو أوضحت فيه تفاصل عودتها إلى العاصمة الدوحة في 30 سبتمبر/أيلول 2021. في 04 أغسطس/آب 2020، تحدثت في مقابلة تلفزيونية عن كيفية هروبها من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا والذي حصل بتاريخ 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بسبب العنف الذي واجهته من قبل أسرتها وفشل السلطات في تقديم الحماية لها. حال وصولها إلى بريطانيا قامت بتقديم طلب للحصول على اللجوء السياسي فيها والذي قامت بسحبه قبل عودتها الأخيرة.

 في 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في مؤتمر منظمة القسط لحقوق الإنسان السنوي، دعا المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان خالد إبراهيم حكومة قطر إلى الإعلان عن مكان وجود المعاضيد. ولم ترد السلطات على طلبات الحصول على معلومات حول مكان وجودها.

 يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان جميع الآليات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، للضغط على السلطات في قطر للكشف عن مصير المدافعة عن حقوق الإنسان نوف المعاضيد، وإذا لم تكن قد قُتلت، تقديم دليل على أنها على قيد الحياة.

الأحد، 12 ديسمبر 2021

تقرير يشيد بعمليات تغيير المناهج التعليمية فى مصر عن اسرائيل منذ عام 2015 والغاء المحتوى الذي يشيطن إسرائيل أو الصهيونية واستبدلها بـ دروسا عن "تقبل الآخر"

تقرير يشيد بعمليات تغيير المناهج التعليمية فى مصر عن اسرائيل منذ عام 2015 والغاء المحتوى الذي يشيطن إسرائيل أو الصهيونية واستبدلها بـ دروسا عن "تقبل الآخر"

صدور تقرير رابطة مكافحة التشهير "إيه دي إل" (ADL) المدافعة عن اسرائيل التى تعمل على تغيير مناهج التعليم فى الدول العربية لصالح اسرائيل لعام 2021 يتضمن نجاحاتها في تغيير المناهج التعليمية في عدد من الدول العربية وحذف انتقادات لليهود وإسرائيل من الكتب المدرسية ومطالبة بمواصلة الضغوط لحين إدراج الدولة العبرية على الخرائط العربية وتعليم الطلاب -بشكل مناسب- عملية السلام بين العرب وإسرائيل وتعريفهم بمذابح الهولوكوست وتعديل المواد التعليمية في المدارس العربية من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة لتقبل اسرائيل


 كشف تقرير أصدرته رابطة مكافحة التشهير "إيه دي إل" (ADL) في الولايات المتحدة ينص موقعها على أنها تعمل لدعم إسرائيل من أجل دولة يهودية ديمقراطية، وأنها ترصد حملات معاداة الصهيونية في العالم تفاصيل الاهتمام والتدخل الدولي في مناهج تعليم النشء في العالم العربي، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتغيير المفاهيم بشكل جذري. وأكدت المنظمة المدافعة عن إسرائيل ما اعتبرته تحقيق نجاحات مع الأنظمة العربية في تغيير المناهج التعليمية في عدد من الدول العربية عبر حذف انتقادات لليهود وإسرائيل من الكتب المدرسية، مطالبة بمواصلة الضغوط لحين إدراج الدولة العبرية على الخرائط العربية، وتعليم الطلاب -بشكل مناسب- عملية السلام بين العرب وإسرائيل وتعريفهم بمذابح الهولوكوست. وتعديل المواد التعليمية في المدارس العربية من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة.

وقالت المنظمة إن "الإصلاح التعليمي في الشرق الأوسط يبعث الأمل في استمرار التقدم في التصدي للتطرف". وأشارت إلى تقرير أعدته مؤخرا بالاشتراك مع "معهد توني بلير للتغيير العالمي" الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والذي يشغل أيضا منصب مستشار خاص للشؤون الدولية في الرابطة. ويقع التقرير في 45 صفحة وحمل عنوان "تعليم السلام والتسامح في العالم العربي بعد عقدين من 11 سبتمبر/أيلول".

ووصفت المنظمة التقرير بأنه "دراسة مشتركة رائدة تبحث في تأثير الإصلاحات التعليمية في المنطقة العربية منذ 11 سبتمبر/أيلول على التهديد المستمر الذي يشكله المتطرفون، مع التركيز بشكل خاص على مراجعة الكتب المدرسية المنشورة في العالم العربي".

ويخلص التقرير إلى "وجود بعض المحتوى الإيجابي والمبتكر في الكتب المدرسية لمعظم البلدان اليوم، ولكن في العديد من المجالات الجوهرية للسلام والتسامح، لا يزال هناك مجال واسع للتحسين."

أبرز التغييرات في المناهج

وأثنت الرابطة على دولة المغرب في خريف 2020، لإضافتها عدة صفحات في كتب الدراسات الاجتماعية لطلاب الصف السادس، التي أشارت فيها إلى الجالية اليهودية وإلى إسهاماتها في التراث المغربي. ويمتدح التقرير كذلك صورة في كتاب مدرسي تبرز الملك محمد السادس في زيارته إلى بيت ذاكرة اليهود المغاربة في الصويرة.

أما في مصر، فيمتدح التقرير المجهود المتواصل لتغيير المناهج التعليمية هناك ويشيد بعمليات التطوير في الكتب بها منذ عام 2015 سواء في التعليم العام أو في مناهج الأزهر على حد سواء. ويمتدح التقرير ما كتب -على سبيل المثال- في منهج الثانوية العامة الذي يحمل دروسا عن "تقبل الآخر".

وأشادت الرابطة بإزالة آيات الجهاد من بعض الكتب الدراسية العربية؛ فقالت "اتخذت معظم المناهج الوطنية خطوات نحو إعادة صياغة كيفية تدريس مفهوم الجهاد، للحد من احتمالات تجنيد الإرهابيين".

وأثنى التقرير على "أن المملكة العربية السعودية قد أزاحت مؤخرا مقطعا قديما يدعو إلى الجهاد على أنه ذروة سنام الإسلام، وقد أدرجت بالفعل دروسا في الكتب المدرسية التي تمنع الجهاد المسلح منعا باتا إذا لم يوافق الحاكم أو الوالد على ذلك".

أما عن دولة الإمارات العربية المتحدة، فقال التقرير إن هناك "إشارة إيجابية تأتي من كتاب الإمارات للصف العاشر ’تعليم الأخلاق‘ الذي يذكر وجود المعابد الهندوسية والسيخية بالبلد في مؤشر على التنوع به".

وامتدح كذلك وجود نص في كتاب اللغة الإنجليزية بالدولة نفسها عن شخص يعيش في بناية مع العديد من الأصدقاء، ويقول إن الاحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) يعتبر واحدا من أفضل إجازاتهم، فيقول "أفضل عطلة لي هي الكريسماس. ونحن نجهز عشاء كريسماس خاصا ونتبادل الهدايا".

كما أوردت الرابطة أدلة على نجاح مجهودات تغيير المناهج المدرسية، مثل ما جاء في الكتب المدرسية للصف التاسع للدراسات الإسلامية في دولة الإمارات أن الإسلام يفرض "تعزيز أواصر المودة" مع اليهود والمسيحيين بوصفهم أهل الكتاب.

وفي حين أن التقرير ينتقد ما جاء في الكتب الجزائرية التعليمية من أن الاستعمار الأوروبي كان أمرا خطيرا ودمويا، إلا أنه في المقابل يشير بالرضا عن سرد الكتب الإماراتية عن "مذابح العثمانيين ضد العرب".

وامتدح التقرير دولا أخرى مثل البحرين والأردن، غير أنه أشار أيضا إلى بعض التغييرات التي ما زالت مطلوبة هناك.

الهدف التالي

وقالت المنظمة إنها على الرغم من مجهوداتها في كل الدول العربية، فإنها تنظر إلى مناهج التعليم في دولة مصر على وجه الخصوص، بسبب تأثيرها وارتفاع عدد سكانها.

وقالت الرابطة في تقريرها "نظام التعليم في مصر مهم ومؤثر: من الصعب المبالغة في أهمية مصر كدراسة حالة للاتجاه التعليمي في المنطقة. فعلى سبيل المثال، وفقا لإحصاءات الحكومة الأميركية والمصرية، هناك عدد من الطلاب في نظام المدارس العامة في مصر أكثر من مجموع سكان الإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر مجتمعة، حتى مع إضافة أعداد ملايين العمال الأجانب في تلك الدول الخليجية الأربع".

فيذكر على وجه التحديد كتاب الدراسات الإسلامية للصف الخامس الابتدائي في مصر الذي يذكر "خيانة اليهود" وأن "اليهود لا عهد لهم بعد أن خانوا الله ورسوله". وينتقد التقرير منهج الصف الثاني الثانوي كذلك في نص عن كون اليهود قد مثلوا تهديدا للدولة الإسلامية البازغة في فجر الإسلام، على حد تعبير الرابطة.

وينتقل تقرير منظمة للضغط على الأزهر، فيسرد العديد من التناقضات مثل قول إن الأزهر يقول إن الإسلام يسمح بالمعاملات مع أهل الكتاب، غير أن الأزهر أيضا يصف في دروسه الخيانة كونها طبعا عند اليهود. وينتقد التقرير الأزهر لذكره أن الآثار في القدس هي آثار إسلامية ومسيحية فقط ولا يشير -بحسب كاتب التقرير- إلى وجود آثار يهودية. كما يعيب التقرير كتب التاريخ الحديث في مصر، لعدم ذكرها وجهة نظر الجانبين بالتساوي في الصراع العربي الإسرائيلي.

أما عن الفلسطينيين، فيعلق التقرير قائلا "للأسف، لا تزال السلطة الفلسطينية تنشر أيضا كتبا مدرسية تضع تركيزا شديدا جدا على فكرة الجهاد والاستشهاد. وهي تعلم طلاب الصف التاسع في مقطع عن ’الحكمة وراء محاربة الكفار‘ أن الله ’قادر على إبادة وقتل الأعداء‘ ولكن بدلا من ذلك ’أمر [المؤمنين] بمحاربتهم‘".

أما في الكويت، فانتقدت جماعة الضغط كتابا كويتيا حديثا للصف الثاني عشر لكونه يشير إلى الأحمديين باستخدام "مصطلح مهين وهو القاديانيين"، ويرفض تعريفهم -المفضل الذي يقولونه عن أنفسهم أنهم- "طائفة إسلامية". وعاب التقرير أن الكتاب الدراسي الكويتي يعلّم أيضا أن المذهب الأحمدي يسمح بتناول الكحول ولحم الخنزير والمخدرات غير المشروعة، وأن الأحمديين يعتقدون أن جميع المسلمين الآخرين كفار، وهو ما قالت عنه رابطة مكافحة التشهير إنها أمور غير صحيحة.

ورغم أن التقرير يمتدح مناهج التعليم في قطر لتعزيزها الحوار بين الحضارات، فإنه ينتقد القائمين عليها لاحتفائهم بأعمال المفكر الفرنسي الراحل روجيه غارودي الذي وصفته بأنه "سيئ السمعة منكر للهولوكوست".

طرق الضغط

كما أوردت المنظمة اليهودية أخبارا عن لقاء افتراضي قامت به الرابطة مع وزير خارجية الإمارات، وقالت إنها وجهت رسائل إلى بعض السفارات العربية بشأن ضرورة تغيير المناهج للحفاظ على السلام والأمن العالمي.

وأضاف التقرير أن الرابطة تحدثت إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مباشرة، فقالت "عندما كان العديد من تلك المواد البغيضة لا يزال مسموحا بها من قبل العارضين الخاصين في معرض الكتاب الذي تديره الدولة في ذلك العام، كتبت رابطة مكافحة التشهير رسالة احتجاج إلى الرئيس السيسي".

ونقلت الرابطة في تصريح مكتوب مشترك بين رئيسها التنفيذي جوناثن غرينبلات ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مستشار الرابطة، قولهما "إن تربية جيل جديد تحرر من التفكير البغيض في الماضي يمكن أن يؤدي إلى نشوء أقوى الأبطال ممن يعملون من أجل الرخاء والسلام على نطاق المنطقة".

وأضاف غرينبلات -الذي كان قد عمل سابقا في البيت الأبيض مع إدارة الرئيس باراك أوباما مستشارا لشؤون المجتمع المدني وعمل في سلسلة ستاربكس للقهوة مسؤولا تنفيذيا بارزا- "نحن في رابطة مكافحة التشهير نعتقد أن التعليم من بين الخطوات الأولية نحو تعزيز التسامح، ونأمل أن يساعد هذا التقرير المشترك الجديد على تعزيز هذا الهدف".

كيف نخدم إسرائيل

وعددت المنظمة، التي ترصد حتى تسجيلات وأقوال خطب منابر الجمعة في العالم الإسلامي، الكثير من التوصيات لأجندة التغيير في المستقبل في المناهج العربية، منها أهداف مثل "إزالة الدروس المدرسية التي تتهم الغرب بالغزو الفكري"، والعمل على "توسيع الدروس التي تعلم الحوار والتعاون بين الحضارات".

لكن من أبرز التوصيات التي جاءت في التقرير المشترك للمنظمتين ما تعلق بإسرائيل ومكانها في مناهج التعليم العربية، وتحديدا طالبت المنظمة بأن يتم "إدراج إسرائيل على الخرائط، والتعليم حول عملية السلام العربي الإسرائيلي، ومراجعة المحتوى الذي يشيطن إسرائيل أو الصهيونية، وتضمين كتب التاريخ تعليم الهولوكوست بشكل مناسب".

رابط التقرير مكون من عدد 45 صفحة

https://de.proxyarab.com/index.phpq=nafZqaduaFs29uUmJaeYqCkzF_Rx5aZlmdobW1vamOZotynoKOalA

يوم احتجاجات أعضاء النيابات العامة ضد النائب العام المعين بمرسوم من رئيس الجمهورية

يوم احتجاجات أعضاء النيابات العامة ضد النائب العام المعين بمرسوم من رئيس الجمهورية 


فى مثل هذا اليوم قبل 9 سنوات، الموافق يوم الأربعاء 12 ديسمبر 2012، جاء إعلان أعضاء النيابات العامة بالإضراب عن العمل على مستوى محافظات الجمهورية، اعتبارا من يوم السبت 15 ديسمبر 2012، واعتصامهم امام مكتب النائب العام بدار القضاء العالى بالقاهرة، اعتبارا من يوم الاثنين 17 ديسمبر 2012، والى اجل لم يسمى، للمطالبة باستقالة المستشار طلعت عبدالله النائب العام وقتها المعين بمرسوم جمهورى من منصبه وأكدوا أنه لا يمثلهم، وكان طبيعيا رفضهم النائب العام المعين بقرار من رئيس الجمهورية على اساس انه فى ظل استقلال المؤسسات وقتها والفصل بين السلطات ومنع جمع مؤسسة بين سلطتها وسلطات باقى المؤسسات وفق دستور 1971 الذى كان قائما وقتها، ووفق دستور الاخوان الذى جاء بعده وتم اعلان نتيجة الاستفتاء عليه لاحقا يوم 26 ديسمبر 2012، من حقهم سحب ثقتهم من النائب العام لأنهم هم الذين يقومون بانتخابه عبر المجلس الأعلى للقضاء و جمعياتهم العمومية، وبطلان فرمان محمد مرسي رئيس الجمهورية وقتها الذي ابتدع فكرة قيام رئيس الجمهورية بتعيين النائب العام بمعرفته ومزاجه بدلا من حكاية الجمعيات العمومية تلك، لعدم وجود أساس دستوري لها ومناهضتها القانون الدولي والاتفاقيات القضائية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية فى ضرورة استقلال المؤسسات ومنها المؤسسات القضائية عن السلطة التنفيذية وعدم تغول سلطة مؤسسة على سلطات باقى المؤسسات وعدم جمع اى مؤسسة بين سلطات باقى المؤسسات لان انتهاك استقلال المؤسسات ومنها مؤسسة القضاء والجمع بين السلطات يعنى فساد وديكتاتورية وخراب على حساب الشعب والوطن وحقوق الناس مهما توهم الحاكم فى نفسة من معجزات خيالية والمعية وهمية، لان حكم الاوطان ليس بالعاطفة او خفة الدم او القمع والاستبداد ولكن بالعقل والمنطق والعدل وعدم الاساءة الى الناس وظلمهم، قبل اختلاق وفرض دستور الجنرال السيسى المشوب كل اجراءاتة وموادة البطلان ومنح نفسة فية، ضمن ما منح، سلطات تعيين النائب العام وجميع رؤساء الهيئات القضائية ورؤساء وهيئات مفوضين المحكمة الدستورية العليا بمراسيم جمهورية والغاء قاعدة انتخاب القضاة عبر جمعياتهم العمومية والمجلس الاعلى للقضاء. وأعلن نادى القضاة الرئيسى بالقاهرة يومها تضامنة مع احتجاجات ومطالب أعضاء النيابات العامة ضد رئيس الجمهورية ونائبه العام الملاكى واكد انها عادلة ومشروعة. وبدأت الازمة صباح يوم الأربعاء 12 ديسمبر 2012، عندما أصدر النائب العام المعين من رئيس الجمهورية وقتها فرمان قضى فية بنقل المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام لنيابات شرق القاهرة حينها، الى بنى سويف، عقابا لة على قيامه بإطلاق سراح عشرات المواطنين المعارضين لنظام حكم الاخوان الاستبدادى، على خلفية هجوم ميليشيات الاخوان على المواطنين المعارضين لمرسى واعلانه غير الدستورى ودستوره الإخوانى الجائر الذي جرى طرحه للاستفتاء، المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، مساء يوم 5 ديسمبر 2012، بعد أن أكدت تحقيقات النيابة وأقوال المواطنين المجنى عليهم، قيام ميليشيات الإخوان باختطافهم من الطريق العام وتسليمهم للشرطة التي تواطأت حينها مع عناصر نظام حكم الإخوان وزعمت ارتكاب المقبوض عليهم بمعرفة ميليشيات الاخوان أعمال عنف وشغب وإرهاب عند قصر الاتحادية، وثار أعضاء النيابات العامة على قرار النائب العام الرئاسى المعين بمرسوم جمهورى بمعاقبة المحامي العام لنيابات شرق القاهرة بالنقل لبنى سويف لعدم إصداره قرارا بحبس مواطنين أبرياء مجاملة لنظام حكم الاخوان، وأعلنوا، ظهر نفس يوم صدور قرار نقل زميلهم، تعليق جلسات تحقيقات النيابات العامة اعتبارا من يوم السبت 15 ديسمبر 2012، واعتصامهم امام مكتب النائب العام بدار القضاء العالى بالقاهرة، اعتبارا من يوم الاثنين 17 ديسمبر 2012، والى اجل لم يسمى، للمطالبة باستقالة النائب العام من منصبة. وسارع النائب العام ''الجمهوري'' بالتراجع والانكماش، وأصدر قرارا جديدا مساء نفس اليوم الحافل بالأحداث المتلاحقة، قضى فية بالغاء نقل المحامى العام لنيابات شرق القاهرة الى بنى سويف، إلا أن أعضاء النيابات العامة لم يرتضوا ذلك، وأصروا على القيام بالاحتجاجات التى أعلنوها في مواعيدها حتى استقالة النائب العام، فى ظل وجود خطورة بالغة على المواطنين فى سير تحقيقات أي قضية يكون طرفها الآخر معارض لرئيس الجمهورية مع وجود نائب عام قام رئيس الجمهورية بتعيينه من أتباعه بمرسوم جمهوري، يرفض تطبيق العدل فى تحقيقات النيابة ويصر على إدانة أى مواطن معارضا لرئيس الجمهورية حتى إذا كان مجني عليه. هكذا استعد نظام حكم الإخوان، لإجراء الاستفتاء على دستور ولاية الفقيه الإخوانى وقتها، يوم السبت 15 ديسمبر 2012، فى ظل اضرابا شاملا لقضاة المحاكم أعلنوا عنه وطبقوه يوم 25 نوفمبر 2012، بعد 72 ساعة من إصدار مرسي إعلانه الغير دستورى الاول، وجددوا مواصلة اضرابهم يوم 10 ديسمبر 2012، بعد 24 ساعة من إصدار مرسي إعلانه الغير دستورى الثانى، وفى ظل اضرابا شاملا لأعضاء النيابات العامة فى جميع محافظات الجمهورية أعلنوا عنه يوم الأربعاء 12 ديسمبر 2012، وفي ظل تواصل مظاهرات الشعب المصرى ضد استبداد مرسى وعشيرتة بالسلطة فى جميع محافظات مصر، وتنامى الاحتقان الشعبى بصورة هائلة ضد طغيان نظام حكم الإخوان وانحرافهم بالسلطة عن صالح جموع الشعب المصرى، وبرغم كل هذة الاحتجاجات، استمر أساطين ضياع مصر، سائرين فى غيهم بتعصب اخوانى وعناد تكفيرى ومطمع سلطوى، فاق تعصب وعناد ومطمع الرئيس المخلوع مبارك أفاق منة على ثورة 25 يناير 2011. وكذلك آفاق مرسى مع عشيرته من غيه و جوره وظلمه واستبداده مع عشيرته عندما ثار الشعب ضدهم وقام باسقاطهم. وبدلا من ان يتعظ الجنرال السيسى وشلته بمن سبقوهم من أباطيل وانحراف واستبداد سار على طريقهم فى تعصب وعناد ومطمع سلطوى.

السبت، 11 ديسمبر 2021

مصر: 100 يوم على إطلاق الاستراتيجية الوهمية.. انتهاكات حقوقية وتشريعية وإعدامات


مصر: 100 يوم على إطلاق الاستراتيجية الوهمية.. انتهاكات حقوقية وتشريعية وإعدامات 


قالت منظمة “كوميتي فور جستس” الحقوقية إن الواقع المرصود على الأرض في مصر بعد 100 يوم من إطلاق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لـ“الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، يؤكد على أن تلك الاستراتيجية لم تتعد كونها حبر على ورق. 

وأضافت المنظمة أنه خلال فترة الـ 100 يوم تلك، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يحتفل به العالم في 10 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، رصدت الفرق المختلفة التابعة لها انتهاكات تشريعية وحقوقية وإعدامات بشكل جماعي في مصر؛ وأنه رغم إلغاء حالة الطوارئ، في 25 أكتوبر 2021، إلا أنه ترافق مع إلغاءه تعديلات على قوانين خاصة بالمحاكمة العادلة تزيد من تقويض ضماناتها. 

وأوضحت “كوميتي فور جستس” أنه في 31 أكتوبر 2021، وافق البرلمان المصري على مقترح الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 136 / 2014 في شأن تأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية، ليصبح قانونًا مستمرًا بدلاً من أن كان مقتصر تنفيذه على عامان فقط. كذلك في 1 نوفمبر 2021، وافق البرلمان على تعديلات قانون مكافحة الإرهاب، والتي كان من أبرزها إضافة نص المادة 32 مكرر، والتي أجازت لرئيس الجمهورية فرض عقوبات تصل للسجن المشدد على من يخالف التدابير المخول له اتخاذها بموجب المادة 53 من ذات القانون. 

كما أشارت المنظمة إلى أن القضاء المصري أصدر خلال تلك الفترة حكمًا نهائيًا بالإعدام على 3 متهمين في القضية رقم 3354 / 2020 جنايات أمن دولة طوارئ العجوزة، المعروفة إعلاميًا بـ” خلية المرابطين”، في 25 أكتوبر 2021. كما أصدرت محكمة جنايات القاهرة، الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة بطرة، بجلسة ١٠ نوفمبر ٢٠٢١، حكمًا على متهمين بالسجن المؤبد، ومعاقبة متهم بالسجن المشدد 15 عامًا، و10 سنوات لآخر، وعاقبت متهمة بالسجن 3 سنوات في اتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالقضية رقم / لسنة 2021 جنايات أمن دولة، المعروفة باسم “داعش الزاوية الحمراء“. 

كذلك رصدت “كوميتي فور جستس” خلال فترة الـ100 يوم من إعلان الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في مصر، 1046 اعتقالاً تعسفيًا في 10 محافظات مصرية مختلفة، و187 حالة اختفاء قسري، منهم 11 شخصًا تم إخفاؤهم داخل مقار الاحتجاز بعد حصولهم على حكم بالبراءة من محكمة أمن الدولة طوارئ وتم تدويرهم على قضايا جديدة.  

وأيضًا تعرض 53 متهمًا للتدوير “الاعتقال المتجدد”، سواء بعد صدور أحكام بحقهم أو بعد إخلاء سبيلهم؛ مثل محتجزي معسكر قوات الأمن المركزي بأسوان، الذين حصلوا على قرار بإخلاء السبيل وفوجئوا بقوات الأمن تقوم بنقلهم في 17 نوفمبر، من أسوان إلى التجمع الخامس بالقاهرة، لمقر نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معهم على ذمة القضية 2380 / 2021 حصر أمن دولة عليا، ثم نقلهم إلى سجن القناطر للرجال، في رحلة دامت 72 ساعة، وذلك عقب يومين فقط من نجاتهم من الموت بسبب السيول التي غمرت أسوان خلال نوفمبر الماضي.  

كما رصدت “كوميتي فور جستس” وفاة 10 محتجزين داخل مقار الاحتجاز المصرية، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، معظمهم نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية؛ من ضمنهم البرلماني السابق “حمدي حسن”، الذي توفي داخل سجن العقرب سيء الصيت؛ نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية لمدة 8 سنوات منذ احتجازه في 2013.  

وتم رصد 17 انتهاكًا ضمن الحرمان من الرعاية الصحية، في 8 مقار احتجاز على الأقل، منهم حالات حرجة أو مصابة بأمراض خطية؛ مثل “فاطمة عبد الرسول” (٤٧ عامًا)، والمحتجزة منذ سبتمبر الماضي، على ذمة القضية ٢٠٠ / ٢٠٢١ حصر أمن دولة، وتتعرض للحرمان من الرعاية الصحية اللازمة التي تتطلبها حالتها، حيث أنها مصابة بسرطان الدم وترفض السلطات علاجها داخل مستشفى وتصمم على إبقائها في سجن القناطر للسيدات.  

وفيما يخص إساءة المعاملة والتعذيب داخل مقار الاحتجاز، رصدت المنظمة عدة شكاوى من تصاعد الانتهاكات بداخل 6 مقار احتجاز على الأقل، من ضمنهم؛ ليمان المنيا، وسجن الزقازيق العمومي، وسجن طرة شديد الحراسة 992 (المعروف بسجن العقرب)، وأيضًا تم رصد استغاثة ذوي المحتجزين بسجن شبين الكوم العمومي لإنقاذ ذويهم من الانتهاكات التي تتم بحقهم من قبل رئيس مباحث السجن والمخبرين ودخولهم في إضراب عن الطعام، كذلك تم رصد وقوع اعتداءات من قبل ضباط سجن وادي النطرون440، على سجين أردني يُدعى “سامي الجزرة”، حيث تعرض للسرقة والضرب والإيداع التعسفي داخل زنازين التأديب الانفرادية. 

وشددت “كوميتي فور جستس” على أن كل تلك الوقائع المرصودة خلال فترة الـ100 يوم من إطلاق “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” بمصر، تؤكد أنه لا أثر لبنود ومحاور تلك الاستراتيجية الوهمية على أرض الواقع؛ فالانتهاكات مستمرة، وتسييس القضاء وتفصيل القوانين لقمع الأصوات المعارضة مستمر وبلا هوادة، ما يبرهن على أن تلك الخطوة كانت مجرد إجراء شكلي ليس أكثر من السلطات المصرية لتخفيف الضغط الدولي عليها. 

كما دعت المنظمة السلطات المصرية لإعمال نصوص “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” بشكل واقعي، ودعم حقوق الإنسان في مصر بالأفعال لا بالأقوال، والكف عن التلاعب بالقوانين وجعلها مُسخرة لخدمة النظام السياسي، وإطلاق الحريات، وتحسين مناخ العمل السياسي والحقوقي في البلاد، والإطلاق الفوري لسراح معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين تعسفيًا. 

الجزء الرابع المتعلق بحصار الديمقراطية فى العالم.. منظمة فريدوم هاوس ''بيت الحرية'' الحقوقية تعلن تقريرها السنوي عن "الحرية في العالم" لعام 2021 تصنف فية مدى حصول الناس على حقوقهم السياسية والحريات المدنية في 210 دولة وإقليم فى العالم الدافع العالمي للسيطرة على التكنولوجيا الكبيرة الديمقراطية تحت الحصار


الجزء الرابع المتعلق بحصار الديمقراطية فى العالم..

منظمة فريدوم هاوس ''بيت الحرية'' الحقوقية تعلن تقريرها السنوي عن "الحرية في العالم" لعام 2021 تصنف فية مدى حصول الناس على حقوقهم السياسية والحريات المدنية في 210 دولة وإقليم فى العالم الدافع العالمي للسيطرة على التكنولوجيا الكبيرة الديمقراطية تحت الحصار

الديمقراطية تحت الحصار


الجزء الرابع المتعلق بحصار الديمقراطية فى العالم..

كوباء قاتل ، وانعدام الأمن الاقتصادي والمادي ، والصراع العنيف الذي عصف بالعالم في عام 2020 ، تكبد المدافعون عن الديمقراطية خسائر جديدة فادحة في كفاحهم ضد الأعداء الاستبداديين ، مما أدى إلى تغيير التوازن الدولي لصالح الاستبداد. استخدم القادة الحاليون القوة بشكل متزايد لسحق المعارضين وتصفية الحسابات ، أحيانًا باسم الصحة العامة ، بينما واجه النشطاء المحاصرون - الذين يفتقرون إلى الدعم الدولي الفعال - أحكامًا شديدة بالسجن أو التعذيب أو القتل في العديد من الأماكن.


كانت هذه الضربات القاتلة بمثابة العام الخامس عشر على التوالي من التراجع في الحرية العالمية. فاق عدد البلدان التي عانت من التدهور عدد البلدان التي شهدت تحسنًا بأكبر هامش مسجل منذ بدء الاتجاه السلبي في عام 2006. ويتعمق الركود الديمقراطي الطويل.

لقد أصبح تأثير التدهور الديمقراطي طويل الأمد عالميًا في طبيعته ، وواسعًا بما يكفي ليشعر به أولئك الذين يعيشون في ظل أقسى الديكتاتوريات ، وكذلك من قبل مواطني الديمقراطيات القديمة. ما يقرب من 75 في المائة من سكان العالم يعيشون في بلد واجه تدهوراً العام الماضي. أدى التراجع المستمر إلى ظهور ادعاءات بالدونية المتأصلة في الديمقراطية. من بين مؤيدي هذه الفكرة المعلقين الرسميين الصينيين والروس الذين يسعون إلى تعزيز نفوذهم الدولي مع الإفلات من المساءلة عن الانتهاكات ، فضلاً عن الجهات الفاعلة المناهضة للديمقراطية داخل الدول الديمقراطية الذين يرون فرصة لتوطيد سلطتهم. كلاهما يهتف لانهيار الديمقراطية ويزيد من تفاقمها ، ويضعون أنفسهم في مواجهة الجماعات والأفراد الشجعان الذين شرعوا في عكس مسار الضرر.

كان التأثير الخبيث للنظام في الصين ، الديكتاتورية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم ، عميقاً بشكل خاص في عام 2020. كثفت بكين حملتها العالمية للتضليل والرقابة لمواجهة تداعيات التستر على تفشي فيروس كورونا الأولي ، الذي أعاق بشدة سرعة انتشار الفيروس. الاستجابة العالمية في الأيام الأولى للوباء. كما تميزت جهودها بتدخل متزايد في الخطاب السياسي المحلي للديمقراطيات الأجنبية ، والامتدادات العابرة للحدود لانتهاكات الحقوق الشائعة في الصين القارية ، وهدم حريات هونغ كونغ واستقلالها القانوني. في غضون ذلك ، اكتسب النظام الصيني نفوذاً في المؤسسات متعددة الأطراف مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، والذي تخلت عنه الولايات المتحدة في عام 2018 ،

مع انتشار COVID-19 خلال العام ، لجأت الحكومات عبر الطيف الديمقراطي مرارًا وتكرارًا إلى المراقبة المفرطة ، والقيود التمييزية على الحريات مثل التنقل والتجمع ، والتطبيق التعسفي أو العنيف لهذه القيود من قبل الشرطة والجهات الفاعلة غير الحكومية. أدت موجات المعلومات الخاطئة والمضللة ، التي تم إنشاؤها عمداً من قبل القادة السياسيين في بعض الحالات ، إلى إغراق أنظمة الاتصالات في العديد من البلدان ، مما أدى إلى حجب البيانات الموثوقة وتعريض الأرواح للخطر. في حين أن معظم البلدان التي لديها مؤسسات ديمقراطية أقوى ضمنت أن أي قيود على الحرية كانت ضرورية ومتناسبة مع التهديد الذي يشكله الفيروس ، اتبع عدد من أقرانهم استراتيجيات خرقاء أو غير مدروسة ، واستغل الديكتاتوريون من فنزويلا إلى كمبوديا الأزمة لسحق المعارضة. وتقوي قوتهم

الحرية في العالم 2021: فجوة ديمقراطية متنامية ، تراجع لمدة 15 عامًا

كان لتوسع الحكم الاستبدادي ، إلى جانب تلاشي الوجود غير المتسق للديمقراطيات الكبرى على المسرح الدولي ، آثار ملموسة على حياة الإنسان وأمنه ، بما في ذلك اللجوء المتكرر إلى القوة العسكرية لحل الخلافات السياسية. مع اندلاع صراعات طويلة الأمد في أماكن مثل ليبيا واليمن ، شن قادة إثيوبيا وأذربيجان حروبًا العام الماضي في منطقتي تيغري وناغورنو كاراباخ ، على التوالي ، مستفيدين من الدعم من الجارتين الاستبداديتين إريتريا وتركيا وزعزعا استقرار المناطق المحيطة. حطمت تداعيات القتال الآمال في حركات الإصلاح المؤقتة في كل من أرمينيا ، التي اشتبكت مع النظام الأذربيجاني بشأن ناغورنو كاراباخ ، وإثيوبيا.

تراجعت الهند ، الدولة الديمقراطية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم ، من الحالة الحرة إلى الحرة جزئيًا في الحرية في العالم 2021. واصلت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحلفاؤها على مستوى الدولة في قمع المنتقدين خلال العام ، واستجابتهم لفيروس كورونا -19 شمل إغلاق القبضة الحديدية الذي أدى إلى نزوح خطير وغير مخطط لملايين العمال المهاجرين الداخليين. كما شجعت الحركة القومية الهندوسية الحاكمة على إلقاء اللوم على المسلمين كبش فداء ، والذين تم إلقاء اللوم عليهم بشكل غير متناسب في انتشار الفيروس وواجهوا هجمات من قبل عصابات أهلية. بدلاً من العمل كبطل للممارسة الديمقراطية وثقل موازن للنفوذ الاستبدادي من دول مثل الصين ، يقود مودي وحزبه الهند بشكل مأساوي نحو الاستبداد.

كانت الحالة المحفوفة بالمخاطر للديمقراطية الأمريكية واضحة في الأيام الأولى من عام 2021 ، حيث قامت عصابة متمردة ، مدفوعة بكلمات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ورفضه الاعتراف بالهزيمة في انتخابات نوفمبر ، باقتحام مبنى الكابيتول وتعطيل الشهادة النهائية للكونجرس مؤقتًا من التصويت. توج هذا العام الذي حاولت فيه الإدارة تقويض المساءلة عن المخالفات ، بما في ذلك من خلال فصل المفتشين العامين المسؤولين عن القضاء على سوء السلوك المالي وغيره من أشكال سوء السلوك في الحكومة ؛ تضخيم الادعاءات الكاذبة بشأن تزوير الانتخابات التي غذت عدم الثقة بين الكثير من سكان الولايات المتحدة ؛ وتغاضت عن العنف غير المتناسب من قبل الشرطة رداً على الاحتجاجات الحاشدة التي دعت إلى وضع حد للظلم العنصري الممنهج. لكن اندلاع العنف السياسي في القلب الرمزي للديمقراطية الأمريكية ، بتحريض من الرئيس نفسه ، ألقى بالبلاد في أزمة أكبر. على الرغم من تنصيب رئيس جديد بما يتماشى مع القانون والدستور ، ستحتاج الولايات المتحدة إلى العمل بقوة لتعزيز ضماناتها المؤسسية ، واستعادة معاييرها المدنية ، والتمسك بوعد مبادئها الأساسية لجميع شرائح المجتمع إذا هو حماية ديمقراطيتها الموقرة واستعادة المصداقية العالمية.

و حركات الاحتجاج واسعة النطاق من 2019 ، والذي أشار إلى رغبة شعبية للحكم الرشيد أنحاء العالم، وغالبا ما اصطدم مع زيادة القمع في عام 2020. في حين أدت الاحتجاجات الناجحة في بلدان مثل شيلي والسودان إلى تحسينات ديمقراطية، كان هناك العديد من الأمثلة التي خضع المتظاهرون للحملات القمعية ، مع استفادة الأنظمة القمعية من مجتمع دولي مشتت ومشتت. ما يقرب من عشرين دولة ومنطقة شهدت احتجاجات كبيرة في عام 2019 عانت من انخفاض صاف في الحرية في العام التالي.

على الرغم من الحرية في العالمكانت البلدان الأفضل أداءً في تراجع لعدة سنوات ، وفي عام 2020 كانت تكافح الديمقراطيات والدول الاستبدادية التي كانت مسؤولة عن المزيد من التراجع العالمي. نسبة البلدان غير الحرة هي الآن أعلى نسبة كانت في السنوات الخمس عشرة الماضية. في المتوسط ، انخفضت درجات هذه البلدان بنحو 15 في المائة خلال نفس الفترة. في الوقت نفسه ، كان عدد البلدان في جميع أنحاء العالم التي حققت تحسنًا في النتيجة الصافية لعام 2020 هو الأدنى منذ عام 2005 ، مما يشير إلى أن احتمالات حدوث تغيير في الاتجاه الهبوطي العالمي أصبحت أكثر صعوبة من أي وقت مضى. مع تراجع الهند إلى دولة حرة جزئيًا ، يعيش الآن أقل من 20 في المائة من سكان العالم في بلد حر ، وهي أصغر نسبة منذ عام 1995. مع اشتداد القمع في البيئات غير الحرة بالفعل ، يتم إلحاق ضرر أكبر بمؤسساتهم ومجتمعاتهم ،

لقد دفع أعداء الحرية بالرواية الزائفة القائلة بأن الديمقراطية آخذة في التدهور لأنها غير قادرة على تلبية احتياجات الناس. في الواقع ، الديمقراطية آخذة في التدهور لأن أبرز نماذجها لا تفعل ما يكفي لحمايتها. هناك حاجة ماسة إلى القيادة العالمية والتضامن من الدول الديمقراطية. تتحمل الحكومات التي تتفهم قيمة الديمقراطية ، بما في ذلك الإدارة الجديدة في واشنطن ، مسؤولية التكاتف معًا لتحقيق فوائدها ، ومواجهة خصومها ، ودعم المدافعين عنها. يجب عليهم أيضًا بناء منازلهم من أجل تعزيز مصداقيتهم وتحصين مؤسساتهم ضد السياسيين والفاعلين الآخرين الذين هم على استعداد للدوس على المبادئ الديمقراطية في السعي وراء السلطة. إذا فشلت المجتمعات الحرة في اتخاذ هذه الخطوات الأساسية ،

التوازن الدولي المتغير

خلال العام الماضي ، قامت القوى الاستبدادية القمعية والعنيفة في كثير من الأحيان بقلب النظام الدولي لصالحها مرارًا وتكرارًا ، مستغلة مزايا الأنظمة غير الديمقراطية ونقاط الضعف في الديمقراطيات المتعثرة. في مجموعة متنوعة من البيئات ، تم إخماد وميض الأمل ، مما ساهم في وضع عالمي جديد قائم حيث تمر أعمال القمع دون عقاب ويزداد عزلة المدافعين عن الديمقراطية.

واجه الحزب الشيوعي الصيني (CCP) خطر إلقاء اللوم على نظامه الاستبدادي للتستر وبالتالي تفاقم جائحة COVID-19 ، وعمل بجد لتحويل الخطر إلى فرصة لممارسة النفوذ. قدمت الإمدادات الطبية إلى البلدان التي تضررت بشدة من الفيروس ، لكنها غالبًا ما صورت المبيعات على أنها تبرعات وأحداث دعائية منظمة مع الحكومات المتلقية المعتمدة اقتصاديًا. سعت بكين أحيانًا إلى إلقاء اللوم على البلدان ذاتها التي زعمت أنها تساعدها ، كما حدث عندما أشارت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى أن فيروس كورونا نشأ بالفعل في إيطاليا. على مدار العام ، روج الحزب الشيوعي الصيني لأساليبه الاستبدادية للسيطرة على العدوى ، مقارنتها بشكل إيجابي بالديمقراطيات مثل الولايات المتحدة مع تجاهل الدول التي نجحت دون اللجوء إلى الانتهاكات الجسيمة ، وعلى الأخص تايوان. هذا النوع من التدليس لديه القدرة على إقناع العديد من الناس بأن الرقابة والقمع في الصين هما وصفة للحوكمة الفعالة بدلاً من الأدوات الفظة لترسيخ السلطة السياسية.

بخلاف الوباء ، أدى تصدير بكين للتكتيكات المعادية للديمقراطية والإكراه المالي والتخويف الجسدي إلى تآكل المؤسسات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في العديد من البلدان. واستُكملت الحملة بتحركات النظام للترويج لأجندته في الأمم المتحدة ، في القنوات الدبلوماسية ، ومن خلال الدعاية العالمية التي تهدف إلى تغيير المعايير العالمية بشكل منهجي. انضمت دول استبدادية أخرى إلى الصين في هذه الجهود ، حتى مع تخلي الديمقراطيات الرئيسية عن حلفائها وقيمها في مسائل السياسة الخارجية. ونتيجة لذلك ، فإن الآليات التي استخدمتها الديمقراطيات منذ فترة طويلة لمحاسبة الحكومات على انتهاكات معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي يتم إضعافها وتخريبها ، وحتى الانتهاكات الأكثر فظاعة في العالم ، 

في مناخ الإفلات من العقاب هذا ، مارس الحزب الشيوعي الصيني سياسة قاسية على المؤسسات الديمقراطية في هونغ كونغ والاتفاقيات القانونية الدولية. لقد عانى الإقليم من انخفاض هائل في الحرية منذ عام 2013 ، مع انخفاض حاد بشكل خاص منذ قمع المظاهرات الجماهيرية المؤيدة للديمقراطية في عام 2019 ، وشددت بكين قبضتها في عام 2020. حريات كونغ المتبقية ، مما جعلها أقرب إلى التوافق مع النظام في البر الرئيسي. صعدت حكومة هونغ كونغ نفسها من استخدامها للقانون في أوائل عام 2021 عندما تم اعتقال أكثر من 50 ناشطًا وسياسيًا مؤيدًا للديمقراطية ، وذلك أساسًا لعقد انتخابات تمهيدية ومحاولة الفوز بالانتخابات التشريعية التي تم تأجيلها في النهاية لمدة عام ؛ يواجهون عقوبات تصل إلى السجن مدى الحياة. في نوفمبر / تشرين الثاني ، تواطأت حكومتا بكين وهونج كونج لطرد أربعة أعضاء مؤيدين للديمقراطية من المجلس التشريعي الحالي ، مما دفع الأعضاء الخمسة عشر الباقين إلى الاستقالة احتجاجًا. تعكس هذه التطورات زيادة كبيرة في تكلفة معارضة الحزب الشيوعي الصيني في هونغ كونغ ، وتضييق احتمالات قلب المد الاستبدادي.

ظهر استخدام القوة العسكرية من قبل الدول الاستبدادية ، وهو عرض آخر للانحلال العالمي للمعايير الديمقراطية ، في ناغورنو كاراباخ العام الماضي. اندلع قتال جديد في سبتمبر عندما شن النظام الأذربيجاني ، بدعم حاسم من تركيا ، هجومًا لتسوية نزاع إقليمي فشلت سنوات من الدبلوماسية مع أرمينيا في حله. قُتل ما لا يقل عن 6500 مقاتل ومئات المدنيين ، ونزح عشرات الآلاف من الأشخاص حديثًا. غابت المشاركة الدولية الهادفة ، وتوقفت الحرب فقط عندما فرضت موسكو خطة حفظ سلام على الجانبين ، مثبتة المكاسب الإقليمية للجيش الأذربيجاني ، لكنها تركت العديد من الأسئلة الأخرى دون إجابة. 

كان للقتال في ناغورنو كاراباخ آثار غير مباشرة على الديمقراطية. بالإضافة إلى تعزيز حكم الرئيس الأذربيجاني المستبد إلهام علييف ، فإن الصراع يهدد بزعزعة استقرار الحكومة في أرمينيا. نقطة مضيئة نادرة في منطقة مليئة بالزعماء الاستبداديين الراسخين ، شهدت أرمينيا مكاسب مؤقتة في الحرية منذ اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في عام 2018 وصوت المواطنون في حكومة أكثر عقلية إصلاحية. لكن استسلام رئيس الوزراء نيكول باشينيان في الحرب أثار رد فعل عنيفًا بين بعض المعارضين الذين اقتحموا البرلمان في نوفمبر وهاجموا رئيس البرلمان جسديًا. يهدد هذا الفوضى التقدم الذي أحرزته البلاد بشق الأنفس ، ويمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تقرب أرمينيا من الميول الاستبدادية لجيرانها.

كما أحرزت إثيوبيا تقدمًا ديمقراطيًا في السنوات الأخيرة ، حيث رفع رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد القيود المفروضة على وسائل الإعلام المعارضة والجماعات السياسية وأطلق سراح الصحفيين المسجونين والشخصيات السياسية. ومع ذلك ، استمرت التوترات العرقية والسياسية. في يوليو / تموز 2020 ، قُتلت مغنية شعبية من عرقية الأورومو ، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات كبيرة في إقليم أوروميا شابتها اعتداءات على السكان من خارج الأورومو ، ورد فعل عنيف من قبل قوات الأمن ، واعتقال آلاف الأشخاص ، بما في ذلك العديد من الشخصيات المعارضة. . تعرضت المكاسب الهشة للبلاد لمزيد من الخطر بعد أن أجرى الحزب الحاكم في منطقة تيغراي انتخابات في سبتمبر ضد إرادة السلطات الفيدرالية ووصف حكومة أبي بأنها غير شرعية. هاجمت القوات التيغراية فيما بعد قاعدة عسكرية ، مما أدى إلى استجابة ساحقة من القوات الفيدرالية والميليشيات العرقية المتحالفة معها والتي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص وأدت إلى عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين. في إشارة مظلمة على آفاق الديمقراطية في البلاد ، حشدت الحكومة الدعم العسكري من النظام الاستبدادي لإريتريا المجاورة ، والانتخابات الوطنية التي تم تأجيلها بسبب الوباء ستجري الآن إما في ظل الصراع الأهلي أو سيتم دفعها إلى الوراء أكثر. .

في فنزويلا ، التي شهدت انخفاضًا مذهلاً في النتيجة بمقدار 40 نقطة على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية ، ظهر بعض الأمل في عام 2019 عندما بدا أن زعيم الجمعية الوطنية المعارضة خوان غوايدو يمثل تحديًا خطيرًا لحكم الديكتاتور نيكولاس مادورو. عينت المعارضة غوايدو رئيسًا مؤقتًا بموجب الدستور ، مستشهدة بعدم شرعية الانتخابات الرئاسية التي أبقت مادورو في السلطة ، واعترفت العديد من الحكومات الديمقراطية بوضعه. لكن في عام 2020 ، مع استمرار معارضي النظام في مواجهة الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي ، استعاد مادورو اليد العليا. مضت انتخابات الجمعية الوطنية الخاضعة لسيطرة محكمة إلى الأمام على الرغم من مقاطعة المعارضة ، مما أدى إلى إنشاء هيئة جديدة بأغلبية الحزب الحاكم. المجلس التشريعي القديم بقيادة المعارضة بقي في حالة ضعف ،

ظهرت بيلاروسيا كنقطة مضيئة عابرة أخرى في أغسطس ، عندما انتفض المواطنون بشكل غير متوقع للاعتراض على النتائج المزورة لانتخابات معيبة للغاية. كان الحكم القمعي لأليكساندر لوكاشينكا أمرًا مفروغًا منه في السابق ، ولكن لبضعة أسابيع بدا أن الاحتجاجات وضعته في موقف دفاعي حيث استيقظ المواطنون على إمكاناتهم الديمقراطية على الرغم من القمع الوحشي والاعتقالات الجماعية والتعذيب. بحلول بداية عام 2021 ، على الرغم من المقاومة المستمرة ، ظل لوكاشينكا في السلطة ، واستمرت الاحتجاجات ، التي كانت محدودة النطاق ، في مواجهة الاعتقالات. أصبحت الحقوق السياسية والحريات المدنية أكثر تقييدًا من ذي قبل ، ولا تزال الديمقراطية طموحًا بعيد المنال.

في الواقع ، لم تكن بيلاروسيا المكان الوحيد الذي تحول فيه الوعد بالحرية المتزايدة الذي أطلقته الاحتجاجات الجماهيرية في النهاية إلى قمع متزايد. من بين 39 دولة ومنطقة حيث لاحظت منظمة فريدوم هاوس احتجاجات كبيرة في عام 2019 ، شهدت 23 دولة انخفاضًا في النتيجة لعام 2020 - وهي نسبة أعلى بكثير من البلدان ذات الانخفاضات الممثلة في العالم بأسره. في أماكن متنوعة مثل الجزائر وغينيا والهند ، استعادت الأنظمة التي فاجأت الاحتجاجات في عام 2019 موطئ قدمها ، واعتقلت المتظاهرين ومحاكمتهم ، وأصدرت قوانين تقييدية جديدة ، وفي بعض الحالات لجأت إلى حملات القمع الوحشية ، والتي لم تواجه سوى القليل من الإجراءات الدولية. تداعيات.

إن سقوط الهند من المراتب العليا للدول الحرة يمكن أن يكون له تأثير ضار بشكل خاص على المعايير الديمقراطية العالمية. تدهورت الحقوق السياسية والحريات المدنية في البلاد منذ أن أصبح ناريندرا مودي رئيسًا للوزراء في عام 2014 ، مع زيادة الضغط على منظمات حقوق الإنسان ، وتزايد ترهيب الأكاديميين والصحفيين ، وسلسلة من الهجمات المتعصبة ، بما في ذلك عمليات الإعدام خارج نطاق القانون ، التي تستهدف المسلمين. تسارع التراجع فقط بعد إعادة انتخاب مودي في عام 2019. وفي العام الماضي ، كثفت الحكومة حملتها على المتظاهرين المعارضين لقانون الجنسية التمييزي واعتقلت عشرات الصحفيين الذين انتقدوا الاستجابة الرسمية للوباء. كما تعرض استقلال القضاء للضغط ؛ في حالة واحدة، تم نقل قاضٍ على الفور بعد توبيخ الشرطة لعدم اتخاذ أي إجراء أثناء أعمال الشغب في نيودلهي التي خلفت أكثر من 50 قتيلاً ، معظمهم من المسلمين. في ديسمبر / كانون الأول ، أقرت ولاية أوتار براديش ، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الهند ، قانونًا يحظر التحول الديني القسري من خلال الزواج بين الأديان ، والذي يخشى المنتقدون منه أن يقيد بشكل فعال الزواج بين الأديان بشكل عام ؛ اعتقلت السلطات بالفعل عددًا من الرجال المسلمين بزعم إجبار الهندوسات على اعتناق الإسلام. وسط الوباء ، فرضت الحكومة إغلاقًا مفاجئًا لـ COVID-19 في الربيع ، مما ترك ملايين العمال المهاجرين في المدن بدون عمل أو موارد أساسية. أُجبر الكثيرون على المشي عبر البلاد إلى قراهم الأصلية ، في مواجهة أشكال مختلفة من سوء المعاملة على طول الطريق. تحت مودي ،

لعكس التحول العالمي نحو الأعراف الاستبدادية ، سيحتاج دعاة الديمقراطية الذين يعملون من أجل الحرية في بلدانهم الأصلية إلى تضامن قوي من الحلفاء ذوي التفكير المماثل في الخارج.

كسوف القيادة الأمريكية

شهدت الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب هجمات غير مسبوقة على واحدة من أكثر الديمقراطيات وضوحًا وتأثيرًا في العالم. بعد أربع سنوات من التغاضي عن المخالفات الرسمية والعفو عنها بالفعل ، والتهرب من المساءلة عن تجاوزاته ، وتشجيع المتطرفين العنصريين واليمينيين ، سعى الرئيس المنتهية ولايته علانية إلى إلغاء خسارته في صناديق الاقتراع بشكل غير قانوني ، وبلغت ذروتها في تحريضه من الغوغاء المسلحين على تعطيل مصادقة الكونجرس على النتائج. مرت تصرفات ترامب دون رادع من قبل معظم المشرعين من حزبه ، مع صمت مذهل قوض المبادئ الديمقراطية الأساسية. يمكن فقط لجهود الإصلاح الجاد والمستدام إصلاح الضرر الذي لحق خلال عهد ترامب بإدراك وواقع الحقوق والحريات الأساسية في الولايات المتحدة.

كانت السنة التي سبقت الهجوم على مبنى الكابيتول مليئة بحلقات أخرى سلطت البلاد إلى دائرة الضوء العالمية بطريقة جديدة. إن التوصيات الصحية المشوهة سياسياً ، والاقتتال الحزبي ، ومعدلات الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المرتفعة والمتباينة عرقياً ، وعنف الشرطة ضد المتظاهرين الذين ينادون بالعدالة العرقية خلال الصيف ، كل ذلك يؤكد الخلل النظامي للولايات المتحدة ويجعل الديمقراطية الأمريكية تبدو غير مستقرة بشكل أساسي. حتى قبل عام 2020 ، كان ترامب قد أشرف على تراجع متسارع في درجات الحرية الأمريكية ، مدفوعًا جزئيًا بالفساد وتضارب المصالح في الإدارة ، ومقاومة جهود الشفافية ، والسياسات القاسية والعشوائية بشأن الهجرة واللجوء التي جعلت البلاد في مرتبة بعيدة بين مجموعة أقرانها السبعة.

لكن يمكن القول إن محاولة الرئيس ترامب لقلب إرادة الناخبين الأمريكيين كانت أكثر الأعمال تدميراً في وقته في منصبه. وقد أدى قرع طبول مزاعمه - دون دليل - بأن النظام الانتخابي ممزق بسبب التزوير إلى بث الشك بين جزء كبير من السكان ، على الرغم مما أشاد به مسؤولو الأمن الانتخابي في النهاية باعتباره أكثر الأصوات أمانًا في تاريخ الولايات المتحدة. ودعم المسؤولون المنتخبون على الصعيد الوطني من حزبه هذه الادعاءات وضربوا أسس الديمقراطية وهددوا بالتداول المنظم للسلطة.

FIW 2021 رسم بياني أمريكي

على الرغم من تعرضها للضرب ، إلا أن العديد من المؤسسات الأمريكية حافظت على قوتها أثناء وبعد عملية الانتخابات. تم رفض الدعاوى القضائية التي تطعن في النتيجة في دول محورية بالتناوب من قبل محاكم مستقلة. وحكم القضاة المعينون من قبل الرؤساء من كلا الحزبين بنزاهة ، بما في ذلك قضاة المحكمة العليا الثلاثة الذين رشحهم ترامب نفسه ، متمسكين بسيادة القانون وأكدوا عدم وجود مخالفات خطيرة في عمليات التصويت أو الفرز. أكدت مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام على نطاق واسع نتيجة الانتخابات ، وحققت منظمات المجتمع المدني في مزاعم التزوير وقدمت أدلة على تصويت موثوق. تحدث بعض الجمهوريين ببلاغة وبقوة لدعم المبادئ الديمقراطية ، قبل وبعد اقتحام مبنى الكابيتول.

إن الكشف عن نقاط ضعف الديمقراطية الأمريكية له تداعيات خطيرة على قضية الحرية العالمية. لطالما أشار الحكام والمروجون في الدول الاستبدادية إلى العيوب الداخلية لأمريكا لصرف الانتباه عن انتهاكاتهم ، لكن أحداث العام الماضي ستمنحهم دفعة جديدة وافرة لهذا التكتيك ، وستظل الأدلة التي يستشهدون بها في الذاكرة الجماعية للعالم. لفترة طويلة قادمة. بعد أحداث الشغب في الكابيتول ، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ، أن "الأحداث في واشنطن تظهر أن العملية الانتخابية الأمريكية قديمة ، ولا تلبي المعايير الحديثة ، وعرضة للانتهاكات". وقال رئيس زيمبابوي إن الحادث "أظهر أن الولايات المتحدة ليس لها حق أخلاقي في معاقبة دولة أخرى تحت ستار دعم الديمقراطية".

خلال معظم السنوات الـ 75 الماضية ، وعلى الرغم من العديد من الأخطاء ، كانت الولايات المتحدة تتطلع إلى سياسة خارجية تقوم على المبادئ الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان. عند الالتزام بها ، مكّنت هذه الأضواء التوجيهية الولايات المتحدة من العمل كقائدة على المسرح العالمي ، والضغط على المخالفين للإصلاح ، وتشجيع النشطاء على مواصلة قتالهم ، وحشد الشركاء للعمل بشكل متضافر. بعد أربع سنوات من الإهمال أو التناقض أو التخلي التام في عهد ترامب ، أشار الرئيس بايدن إلى أن إدارته ستعود إلى هذا التقليد. ولكن لإعادة بناء المصداقية في مثل هذا المسعى وحشد الدعم المحلي الضروري للحفاظ عليه ، تحتاج الولايات المتحدة إلى تحسين ديمقراطيتها. يجب أن تقوي المؤسسات بما يكفي للنجاة من هجوم آخر ، وحماية النظام الانتخابي من التدخل الأجنبي والمحلي ،

يستفيد الجميع عندما تعمل الولايات المتحدة كنموذج إيجابي ، وتحصد الدولة نفسها عوائد وفيرة من عالم أكثر ديمقراطية. يولد مثل هذا العالم أسواقًا تجارية أكثر عدلاً للسلع والخدمات الأمريكية ، فضلاً عن حلفاء أكثر موثوقية للدفاع الجماعي. إن البيئة العالمية التي تزدهر فيها الحرية تكون أكثر ودية واستقرارًا وأمانًا ، مع عدد أقل من النزاعات العسكرية ونزوح أقل للاجئين وطالبي اللجوء. كما أنه بمثابة أداة تدقيق فعالة ضد الفاعلين الاستبداديين الذين يسعدهم فقط ملء الفراغ.

الذراع الطويلة لـ COVID-19

منذ أن انتشر في جميع أنحاء العالم في أوائل عام 2020 ، أدى COVID-19 إلى تفاقم التدهور العالمي في الحرية. كشف تفشي المرض عن نقاط ضعف في جميع أركان الديمقراطية ، من الانتخابات وسيادة القانون إلى القيود الصارخة غير المتناسبة على حرية التجمع والحركة. شهدت كل من الديمقراطيات والديكتاتوريات نجاحات وإخفاقات في معركتها مع الفيروس نفسه ، على الرغم من أن المواطنين في الدول الاستبدادية لديهم أدوات أقل لمقاومة وتصحيح السياسات الضارة. في نهاية المطاف ، أدت التغييرات التي أحدثها الوباء إلى ترك العديد من المجتمعات - مع أنواع مختلفة من الأنظمة ومستويات الدخل والتركيبة السكانية - في وضع سياسي أسوأ. مع تفاوتات عرقية وإثنية وجنسانية أكثر وضوحًا ؛ وعرضة للتأثيرات طويلة المدى.

كانت الشفافية من أكثر جوانب الحكم الديمقراطي تضرراً. عرقل المسؤولون الوطنيون والمحليون في الصين بشكل دؤوب المعلومات حول تفشي المرض ، بما في ذلك عن طريق تنفيذ اعتقالات جماعية لمستخدمي الإنترنت الذين تبادلوا المعلومات ذات الصلة. في ديسمبر / كانون الأول ، حُكم على الصحفية المواطنة تشانغ زان بالسجن لمدة أربع سنوات لتقريرها من ووهان ، مركز الزلزال الأولي. وقللت الحكومة البيلاروسية بشكل فعال من خطورة الوباء للجمهور ، رافضة اتخاذ أي إجراء ، بينما أخفى النظام الإيراني الخسائر الحقيقية للفيروس على شعبه. بعض الحكومات القمعية للغاية ، بما في ذلك حكومات تركمانستان ونيكاراغوا ، تجاهلت ببساطة الواقع ونفت وجود العامل الممرض في أراضيها. كما شهدت الأنظمة السياسية الأكثر انفتاحًا مشاكل شفافية كبيرة. على المستوى الرئاسي وفي عدد من الولايات والمحليات ، حجب المسؤولون في الولايات المتحدة البيانات وبثوا بنشاط معلومات مضللة حول انتقال وعلاج فيروس كورونا ، مما أدى إلى ارتباك واسع النطاق وتسييس ما كان ينبغي أن يكون مسألة تتعلق بالصحة العامة. وبالمثل ، قلل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو مرارًا وتكرارًا من أضرار COVID-19 ، وشجع علاجات غير مثبتة ، وانتقد الإجراءات الصحية للحكومات المحلية ، وأثار الشكوك حول فائدة الأقنعة واللقاحات.

تعرضت حرية التعبير الشخصي ، التي شهدت أكبر انخفاض في أي مؤشر للديمقراطية منذ عام 2012 ، لمزيد من القيود خلال الأزمة الصحية. في خضم إغلاق شديد في الفلبين في عهد الرئيس رودريغو دوتيرتي ، كثفت السلطات مضايقات واعتقالات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ، بما في ذلك أولئك الذين انتقدوا استجابة الحكومة للوباء. أشرف رئيس وزراء كمبوديا الاستبدادي ، هون سين ، على اعتقال العديد من الأشخاص بزعم نشر معلومات كاذبة مرتبطة بالفيروس وانتقاد أداء الدولة. نشرت الحكومات في جميع أنحاء العالم أيضًا أدوات مراقبة تدخلية كانت غالبًا ذات قيمة مشكوك فيها للصحة العامة ولم تعرض سوى القليل من الضمانات ضد إساءة الاستخدام.

الذراع الطويلة لـ COVID-19 FIW 2021

ولكن بعد تأثيرها في عام 2020 ، أرست الردود الرسمية على COVID-19 الأساس لتجاوزات الحكومة التي قد تؤثر على الديمقراطية لسنوات قادمة. كما هو الحال مع الرد على الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 ، عندما قامت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى بتوسيع أنشطة المراقبة بشكل كبير وقيدت حقوق الإجراءات القانونية الواجبة باسم الأمن القومي ، تسبب جائحة COVID-19 في حدوث تحول في المعايير واعتماد تشريعات إشكالية سيكون من الصعب عكسها بعد احتواء الفيروس.

في المجر ، على سبيل المثال ، سمحت سلسلة من الإجراءات الطارئة للحكومة بالحكم بمرسوم على الرغم من حقيقة أن حالات الإصابة بفيروس كورونا كانت ضئيلة في البلاد حتى الخريف. من بين إساءة استخدام هذه السلطات الجديدة ، سحبت الحكومة المساعدة المالية من البلديات التي تقودها أحزاب المعارضة. كان الضغط من أجل سلطة تنفيذية أكبر يتماشى مع التركيز التدريجي للسلطة الذي كان رئيس الوزراء فيكتور أوربان ينظمه خلال العقد الماضي. جاءت خطوة إرشادية في كانون الأول (ديسمبر) ، عندما وافق البرلمان المطيع على تعديلات دستورية نقلت الأصول العامة إلى أيدي المؤسسات التي يرأسها الموالون للحزب الحاكم ، وقللت الرقابة المستقلة على الإنفاق الحكومي ، وخضعت لقاعدة الحزب الحاكم من خلال منع المثليين فعليًا. الأزواج من تبني الأطفال.

في الجزائر ، الرئيس عبد المجيد تبون ، الذي تولى منصبه مؤخرًا من خلال انتخابات خاضعة لسيطرة محكمة بعد استقالته تحت ضغط عام ، حظر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جميع أشكال التجمعات الجماهيرية في مارس / آذار. حتى مع تخفيف القيود الأخرى في يونيو / حزيران ، ظل الحظر على التجمع ساريًا ، وصعدت السلطات من اعتقال النشطاء المرتبطين بحركة الاحتجاج المؤيدة للديمقراطية. استند العديد من الاعتقالات إلى تعديلات أبريل / نيسان على قانون العقوبات ، والتي تم تبنيها تحت غطاء استجابة COVID-19. زاد القانون المعدل عقوبات السجن بتهمة التشهير وجرم نشر معلومات كاذبة ، مع فرض عقوبات أشد أثناء حالة الطوارئ الصحية أو أي نوع آخر من حالات الطوارئ - وهي أحكام يمكن أن تستمر في قمع الخطاب النقدي في المستقبل.

لجأت إندونيسيا إلى الجيش وقوات الأمن الأخرى كلاعبين رئيسيين في استجابتها للوباء. تم تعيين شخصيات عسكرية متعددة في مناصب قيادية في فرقة عمل COVID-19 في البلاد ، وقدمت القوات المسلحة الدعم الأساسي في تطوير مستشفيات الطوارئ وتأمين الإمدادات الطبية. في السنوات الأخيرة ، أثار المراقبون مخاوف بشأن التأثير المتزايد للجيش على الحكم المدني ، وانخراطه المكثف في الأزمة الصحية يهدد بتسريع هذا الاتجاه. وفي الوقت نفسه ، ازدادت القيود المفروضة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات سوءًا بمرور الوقت ، مما دفع نتائج البلاد إلى عمق أكبر في النطاق الحر جزئيًا.

في سريلانكا ، قام الرئيس جوتابايا راجاباكسا بحل البرلمان في أوائل مارس ، بهدف إجراء انتخابات في الشهر التالي. أدى الوباء إلى تأخير التصويت ، مما أعطى راجاباكسا الفرصة للحكم دون رادع فعليًا وتوطيد السلطة من خلال التعيينات الوزارية المختلفة. بعد أن اكتسح حزبه انتخابات أغسطس / آب ، وافق البرلمان الجديد على التعديلات الدستورية التي وسعت السلطة الرئاسية ، بما في ذلك السماح لراجاباكسا بتعيين لجان الانتخابات والشرطة وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد. كما سمحت التغييرات للرئيس التنفيذي بشغل مناصب وزارية وحل المجلس التشريعي بعد أن قضى نصف مدته فقط.

تتسبب أزمة الصحة العامة في أزمة اقتصادية كبيرة ، حيث تقع البلدان في جميع أنحاء العالم في حالة ركود ويترك ملايين الأشخاص عاطلين عن العمل. يتحمل السكان المهمشون العبء الأكبر من الفيروس وتأثيره الاقتصادي ، مما أدى إلى تفاقم عدم المساواة في الدخل ، من بين تفاوتات أخرى. بشكل عام ، البلدان ذات الفجوات الأوسع في الدخل لديها حماية أضعف للحقوق الأساسية ، مما يشير إلى أن التداعيات الاقتصادية للوباء يمكن أن يكون لها آثار ضارة على الديمقراطية. تبع الأزمة المالية العالمية 2008-2009 عدم استقرار سياسي وتعميق التدهور الديمقراطي.

إن جائحة COVID-19 ليس حالة الطوارئ العالمية الحالية الوحيدة التي لديها القدرة على تسريع تآكل الديمقراطية. يمكن أن يكون لتأثيرات تغير المناخ تأثير مماثل طويل المدى ، حيث يؤجج النزوح الجماعي الصراع والمزيد من السياسات القومية وكراهية الأجانب والعنصرية. يمكن أن تظهر أزمات عديدة أخرى أقل قابلية للتنبؤ بها ، بما في ذلك حالات الطوارئ الصحية الجديدة. يحتاج دعاة الديمقراطية إلى التعلم من تجربة عام 2020 والاستعداد للاستجابات الطارئة التي تحترم الحقوق السياسية والحريات المدنية لجميع الناس ، بما في ذلك الأكثر تهميشًا.

صمود الديمقراطية

سيطرت سلسلة من النكسات والكوارث من أجل الحرية على الأخبار في عام 2020. لكن الديمقراطية تتمتع بمرونة ملحوظة ، وقد أثبتت قدرتها على التعافي من الضربات المتكررة.

يمكن العثور على مثال رئيسي في ملاوي ، التي حققت مكاسب مهمة خلال العام. لقد عانى الشعب الملاوي من نظام ديمقراطي ضعيف الأداء كافح لاحتواء سلسلة متعاقبة من القادة الفاسدين والقادة. على الرغم من أن الانتخابات الوطنية التي جرت في منتصف عام 2019 والتي منحت الرئيس الحالي الفوز كانت ذات مصداقية في البداية من قبل المراقبين المحليين والدوليين ، إلا أن الفرز شابه دليل على استخدام سائل تصحيح Tipp-Ex لتغيير أوراق جدول التصويت. ورفضت لجنة الانتخابات الدعوة إلى تصويت جديد ، لكن مرشحي المعارضة رفعوا القضية إلى المحكمة الدستورية. وقاومت المحكمة محاولات الرشوة وأصدرت حكمًا تاريخيًا في فبراير / شباط 2020 يقضي بإجراء انتخابات جديدة. فاز المرشح الرئاسي المعارض لازاروس تشاكويرا في انتخابات الإعادة في يونيو بهامش مريح ، إثبات أن المؤسسات المستقلة يمكنها تقييد إساءة استخدام السلطة. بينما يبلغ عدد سكان ملاوي 19 مليون نسمة ، فإن قصة إعادة الانتخابات لها آثار أوسع ، حيث أكدت المحاكم في دول أفريقية أخرى استقلالها في السنوات الأخيرة ، وإلغاء انتخابات معيبة - للمرة الثانية فقط في القارة. التاريخ - لن يمر مرور الكرام.

تغلبت تايوان على مجموعة أخرى من التحديات في عام 2020 ، حيث قمعت فيروس كورونا بفعالية ملحوظة ودون اللجوء إلى الأساليب التعسفية ، حتى مع استمرارها في تجاهل تهديدات نظام عدواني متزايد في الصين. استفادت تايوان ، مثل جيرانها ، من الخبرة السابقة مع السارس ، لكن تعاملها مع COVID-19 احترم الحريات المدنية إلى حد كبير. التنفيذ المبكر لتوصيات الخبراء ، ونشر الأقنعة ومعدات الحماية الأخرى ، وجهود تتبع الاتصال والاختبار الفعالة التي أعطت الأولوية للشفافية - جنبًا إلى جنب مع جغرافية الجزيرة - ساعدت جميعها في السيطرة على المرض. في غضون ذلك ، صعدت بكين حملتها للتأثير على الرأي العام العالمي ضد حكومة تايوان وإنكار نجاح ديمقراطيتها ، جزئيًا من خلال الضغط بنجاح على منظمة الصحة العالمية لتجاهل التحذيرات المبكرة لانتقال العدوى من إنسان إلى آخر من تايوان واستبعاد تايوان من جمعية الصحة العالمية التابعة لها. حتى قبل أن ينتشر الفيروس ، تحدى الناخبون التايوانيون حملة تضليل مسيّسة ومتعددة الجوانب من الصين وأعاد انتخاب الرئيس الحالي تساي إنغ ون بأغلبية ساحقة ، الذي يعارض التحركات نحو الوحدة مع البر الرئيسي.

FIW 2021 مرونة الديمقراطية

على نطاق أوسع ، أثبتت الديمقراطية قدرتها على التكيف في ظل القيود الفريدة لعالم يعاني من COVID-19. تم إجراء عدد من الانتخابات الناجحة في جميع المناطق وفي البلدان على جميع مستويات الدخل ، بما في ذلك في الجبل الأسود وبوليفيا ، مما أدى إلى تحسينات. قامت الهيئات القضائية في العديد من الأماكن ، مثل غامبيا ، بمحاسبة القادة على تجاوزات السلطة ، وتوفير عمليات تفتيش ذات مغزى على السلطة التنفيذية والمساهمة في تحقيق مكاسب عالمية طفيفة لاستقلال القضاء على مدى السنوات الأربع الماضية. في الوقت نفسه ، سعى الصحفيون حتى في أكثر البيئات قمعية مثل الصين إلى تسليط الضوء على تجاوزات الحكومة ، وواصل الناس العاديون من بلغاريا إلى الهند إلى البرازيل التعبير عن استيائهم من موضوعات تتراوح من الفساد وعدم المساواة المنهجية إلى سوء التعامل مع الأزمة الصحية. و


تعهدت إدارة بايدن بجعل دعم الديمقراطية جزءًا رئيسيًا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة ، مما رفع الآمال في دور أمريكي أكثر فاعلية في عكس اتجاه الانحدار الديمقراطي العالمي. للوفاء بهذا الوعد ، سيحتاج الرئيس إلى توفير قيادة واضحة ، مع توضيح أهدافه للجمهور الأمريكي وللحلفاء في الخارج. كما يجب عليه أن يجعل الولايات المتحدة ذات مصداقية في جهودها من خلال تنفيذ الإصلاحات اللازمة لمعالجة العجز الديمقراطي الكبير في الداخل. نظرًا للعديد من الأولويات المتنافسة ، بما في ذلك الوباء وعواقبه الاجتماعية والاقتصادية ، سيتعين على الرئيس بايدن أن يظل صامدًا ، مع الأخذ في الاعتبار أن الديمقراطية هي مشروع مستمر للتجديد يضمن في نهاية المطاف الأمن والازدهار مع الحفاظ على الحقوق الأساسية لجميع الناس.

الديمقراطية اليوم محاصرة لكنها لم تهزم. إن شعبيتها المستمرة في عالم أكثر عدائية ومثابرتها بعد عام مدمر هي إشارات على المرونة التي تبشر بالخير لمستقبل الحرية.