الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

يوم قيام محافظ السويس باستدعاء شمهورش ملك الجان لكشف غموض حادث سرقة سكرتير عام المحافظة

 


يوم قيام محافظ السويس باستدعاء شمهورش ملك الجان لكشف غموض حادث سرقة سكرتير عام المحافظة


 توجهت الى مديرية امن السويس, عقب قيام محافظ السويس الاسبق, وسكرتير عام محافظة السويس الاسبق, ابان توليهما مناصبيهما, بالاستعانة بالسحرة والمشعوذين والدجالين لكشف غموض حادث قيام مجهولون باقتحام مكتب سكرتير عام محافظة السويس ليلا وسرقة مبلغ عشرة الاف جنية من داخل درج مكتب السكرتير العام, ووقوف الشرطة موقف المتفرج, والتقيت مع مدير مباحث السويس حينها فى مكتبة, وسالتة قائلا.. ''هو اية الحكاية .. وفين الشرطة'' .. فاجبنى ضاحكا .. ''الشرطة موجودة وجاهزة للقيام بعملها .. بس المحافظ والسكرتير العام رفضا الاستعانة بها وفضلا الاستعانة بالسحرة والمشعوذين والدجالين لكشف غموض الحادث ومعرفة السارق'', وبدأت ملحمة الشعوذة فى منتصف عام 2007, عندما فوجئ اللواء عادل سليمان سكرتير عام محافظة السويس حينها, بعد دخولة صباحا مكتبة بديوان عام المحافظة قادما من استراحتة, باقتحام مجهولون غرفة مكتبة ليلا وكسر درج مكتبة وسرقة مبلغ عشرة الاف جنية, واسرع السكرتير العام باخطار اللواء محمد سيف الدين جلال محافظ السويس وقتها بالحادث الجلل, وعقد المحافظ والسكرتير العام اجتماع مصيرى مغلق لتحديد طريقة معرفة السارق, واستقر قرارهما على الاستعانة بالسحرة والمشعوذين والدجالين لكشف غموض الحادث وتحديد السارق, بدلا من اخطارهما الشرطة, وقاما بجمع موظفى وعمال مكتب السكرتير العام وعددهم 10 افراد وارسالهم فى سيارة ميكروباص مع بعض مسئولى الشئون القانونية بالمحافظة الى مشعوذ يقيم فى منطقة سرابيوم بالاسماعيلية, بدعوى ان سرة باتع ومكشوف عنة الحجاب, لاجراء ''عملية البشعة'' على الموظفين والعمال يقوم فيها المشعوذ بوضع سيخ عريض على النار حتى يشتعل ويقوم الموظفين والعمال على التوالى بلحس السيخ ومن يحترق لسانة يكون هو الجانى, وثار الموظفين والعمال المجنى عليهم وطالبوا باحالتهم للنيابة او حتى جهاز مباحث امن الدولة, وفشلت احتجاجاتهم بعد تهديدهم باتهام الرافضين الخضوع للعملية رسميا بالسرقة فى محضر رسمىى, وخضع الجميع لعملية البشعة, وكانت المفاجاة الكبرى حرق النيران لسن جميع العمال والموظفين العشرة الذين عادوا الى ديوان محافظة السويس وهم خرس عاجزين عن الكلام, وعقد محافظ السويس والسكرتير العام اجتماعا مغلقا ثانيا لبحث المستجدات, واستقر رائ المحافظ والسكرتير العام على الاستعانة هذة المرة بمشعوذ اخر يقيم فى حى الجناين بالسويس, بدعوى انة رجل كرامات لة قدرة خارقة على كشف الغيب عن طريق جلسة ''فتح مندل'', يقوم فيها المشعوذ باستحضار شمهورش ملك الجن مع اعوانة لتحديد السارق, واجريت مع مشعوذ الجن اتصالات سريعة وجرى استدعائة, والذى اشترط حضور العمال والموظفين العشرة جلسة مندل يعقدها فى الساعة الثالثة فجرا بمكتب السكرتير العام يستحضر فيها شمهورش واعوانة من الجن وسط اطلاق سيل من سحابات دخان البخور, وتم اخطار الموظفين والعمال للاستعداد, والذين صرخوا من الرعب والفزع وبكى بعضهم ورفضوا تماما حضور جلسة استحضار العفاريت حتى لو تم اتهامهم بمحاولة اغتيال رئيس الجمهورية مع سرقة اموال السكرتير العام, وامام اصرار الموظفين والعمال اضطر محافظ السويس والسكرتير العام وهما حانقين الى صرف المشعوذ دون قيامة باستحضار العفاريت, وظل الموظفين والعمال العشرة فى حالة خرس قرابة شهر حتى تم شفائهم جزئيا, وظل العديد منهم يتهتهون فى الكلام شهورا طويلة بعد تعرضهم لعملية البشعة

يوم هبوط مخلوق من كوكب اخر على حصان مجنح فى مدينة السويس

 


يوم هبوط مخلوق من كوكب اخر على حصان مجنح فى مدينة السويس


عندما خرج عشرات الاف المواطنين بالسويس من منازلهم افواجا فى اواخر الثمانينات من القرن الماضى لمشاهدة مكان هبوط ''مخلوق من كوكب اخر يمتطى حصان ابيض مجنح'', كانوا معذورين, بعد ان استيقظوا فجرا من النوم مذعورين على اصوات سيل من طلقات رصاص الاسلحة الالية للشرطة باتجاة المخلوق المزعوم, وشاهدوا هرولة كبار القيادات الامنية والتنفيذية الى المكان المزعوم هبوط المخلوق بحصانة المجنح فية, ومحاصرة جحافل من التشكيلات القتالية لقوات فرق الامن المكان, واقامة كردونات امنية مشددة حول المكان, ووضع بوبات حديدية عند نواصى الشوارع المؤدية الية, وتحويل اتجاة مرور السيارات الى شوارع جانبية, وترجع احداث هذة ''الملحمة'' الامنية العجيبة بين ''قوات الشرطة والمخلوق المخيف'' عندما استيقظ اهالى حى الاربعين بالسويس, المقيمين فى المناطق السكنية المحيطة بمبنى حى الاربعين, حوالى الساعة الثالثة فجرا, على اصوات اطلاق رصاص كثيف من اسلحة الية, تبين لهم بانها صادرة من جنود الشرطة القائمين على حراسة مقر شبكة كهرباء حى الاربعين, والمكون من مبنى ادارى على ناصية شارع رياض الذى يقع فى منتصفة مبنى حى الاربعين, وفى نهايتة مركز شباب المدينة, والملحق بة قطعة ارض فضاء شاسعة ذات ارض رملية تستغلها ادارة شبكة الكهرباء كجراج لسياراتها, واسرع المواطنين باخطار شرطة النجدة بوجود معركة شرسة برصاص الاسلحة الالية قائمة بين جنود الشرطة المكلفين بحراسة شبكة الكهرباء مع شخص مجهول, فى فناء الارض الفضاء لشبكة الكهرباء, وانتقلت فى البداية سيارة شرطة بداخلها ضابط شرطة وعدد من الجنود المسلحين لاستبيان الامر ومعرفة ما يحدث, ووجدت قوة الشرطة جندين شرطة قائمين بحراسة المكان فى حالة رعب وهلع يرثى لها بعد نفاذ ذخيرتهما, وبصعوبة تمكنا من الحديث بعد تهدئة روعهما, وقال الجندين بانهما اثناء نوبة حراستهما شاهدا هبوط مخلوق مارد يمتطى حصان ابيض مجنح ضخم من السماء فى فناء الارض الفضاء لشبكة الكهرباء, ونزولة من فوق حصانة على الارض واستنادة بظهرة على حصانة, كانما يستريح قليلا مع حصانة قبل ان يستكملا رحلتهما الغامضة, واضاف الجندين بانهما اصيبا برعب وهلع هائل وسارعا باطلاق رصاص اسلحتهما الالية باتجاة المخلوق وحصانة والذى لم يبالى برصاصهما ولم يصاب بخدش واحد وكان الرصاص يمر من خلال جسدة وجسد حصانة وكانة يمر من خلال سحابة هلامية, حتى استنفذا ذخيرتهما, فى الوقت الذى امتطى فية المخلوق حصانة وطار بة بعد فترة راحتهما, واخطر قائد قوة الشرطة قيادتة فورا برواية الجنديين عبر جهازة اللاسلكى, ولم تمضى لحظات الا وكان كبار القيادات الامنية والتنفيذية قد هرولوا الى المكان, وجاءت خلفهم ارتال من لوارى الشرطة المكدسة بتشكيلات قتالية من جنود فرق الامن باسلحتها وعتادها, وسارعت بتكوين كردونات امنية مشددة وتطويق المكان, ووضع البوبات الحديدية عند نواصى الشوارع المؤدية لمكان الاحداث الغريبة وتحويل اتجاة المرور الى شوارع جانبية, فى الوقت الذى انهمك فية خبراء الادلة الجنائية بفحص الارض الرملية فى مكان هبوط المخلوق المزعوم وحصانة المجنح ورفع فوارغ طلقات رصاص الاسلحة الالية من المكان, وانشغل فريق اخر من القيادات الامنية والتنفيذية ورجال المباحث فى استجواب الجندين حول ملابسات الواقعة التى حدثت فى اواخر الثمانينات, وكان جميع الموجودين من القيادات الامنية والتنفيذية ورجال المباحث وتشكيلات الفرق القتالية يتطلعون بصفة دائمة وقلق بالغ نحو السماء, وكانما يترقبون بين لحظة واخرى ظهور المخلوق العجيب مجددا واندلاع معركة ضارية جديدة معة, وتكهرب الجو العام فى السويس, وتوجة عشرات الاف المواطنين بالسويس منذ الصباح الباكر الى مكان معركة الشرطة مع المخلوق المزعوم وحصانة المجنح, وشاهدوا الاستعدادت الامنية المكثفة وكانما تشير الى ترقب القائمين بها نشوب معركة اخرى مع المخلوق المرعب وحصانة المجنح, وانتقلت عدوى التطلع بحذر نحو السماء من القائمين بها الى المواطنين وتكدست اسطح منازل المنطقة بالناس المتطلعين نحو السماء, واستمر هذا الوضع المتوتر قائما حوالى اسبوعين دون ان يعاود المخلوق المزعوم وحصانة المجنح الظهور, ودون ان تندلع مجددا معة وقوات الشرطة معركة اخرى جديدة رهيبة.

ليلة القبض على رئيس جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس


 ليلة القبض على رئيس جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس


فوجئت عقب القبض على رئيس جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس داخل ميناء السويس خلال قيامه بعملية تهريب كبرى لحسابه بمقاطعة جميع مراسلي الصحف بالسويس الواقعة وامتنعوا تماما عن الكتابة عنها ونشرها فى الصحف العاملين فيها رغم خطورتها. وانفرادي لوحدى فى اليوم التالى بنشرها فى الصفحة الأولى تحت عنوان.. ''القبض على رئيس جهاز مباحث امن الدولة بميناء السويس أثناء تهريبه 25 جهاز فيديو''.. وكان الخبر مروعا فى عز جبروت نظام مبارك المخلوع واللواء زكى بدر وزير الداخلية عام 1987 وتمثل في ورود معلومات لمدير أمن ميناء السويس وكان يشغل هذا المنصب وقتها اللواء عادل انور. باعتزام رئيس جهاز مباحث أمن الدولة تهريب 25 جهاز فيديو من ميناء السويس فى سيارته بعد صعوده بها فى جوف سفينة قادمة من السعودية بدعوى البحث عن ارهابيين عائدون من أفغانستان. واستصدار مدير الأمن فى سرية تامة إذن من النيابة العامة بتفتيش سيارة رجل جهاز مباحث امن الدولة الاول اثناء خروجها من الميناء. وفى الموعد المحدد مساءا وصل قائد أمن الدولة الكبير الى الميناء للبحث عن إرهابيين فى سفينة وصلت من السعودية وفتحت له الأبواب على مصراعيها واداء حرس بوابة الميناء التحية العسكرية له، وأثناء خروجه من باب الميناء فوجئ باستيقافة بمعرفة مدير أمن ميناء السويس شخصيا وأبرز مدير الأمن إذن النيابة بتفتيش سيارة رئيس جهاز مباحث امن الدولة و بتفتيشها وسط احتجاجة تم العثور فيها على 25 جهاز فيديو. وكمية كبيرة من الاقمشة. وقامت الدنيا ولم تقعد على جسارة مدير أمن ميناء السويس وإصراره على تطبيق القانون بحذافيره على رمز من رموز السلطة الحاكمة الغاشمة. وتداولت الدعوى امام المحكمة وأدين فيها المسئول الأمني الكبير. وحضرت في المحكمة صدور الحكم ضده بالسجن لمدة 3 سنوات وعزلة من وظيفتة. وطوال فترة الواقعة منذ القبض على مسئول جهاز مباحث امن الدولة الكبير وحتى صدور الحكم ضده لم يتجاسر مراسلى الصحف اليومية والأسبوعية او اى اجهزة الاعلام على الاقتراب من القضية سواء عبر مندوبيها بالسويس او عن طريق الإدارات المركزية لها بالقاهرة. ولم يجرؤ واحد منهم على الاقتراب من مبنى النيابة والمحكمة طوال شهور نظر القضية. واستمر قيامى طوال شهور عديدة بتغطيتها وحدى حتى النهاية.

تحسين شنن

 


تحسين شنن


يمنح الله سبحانه وتعالى نعمة محبة الناس الى من يشاء بدون حساب, ومن بين من حظى بهذه النعمة الإلهية اللواء أحمد تحسين شنن محافظ السويس الراحل الذى تولى منصبه خلال الفترة من عام 1986 وحتى عام 1990, وتحول تحسين شنن فى السويس, برغم فترة عمله القصيرة نسبيا كمحافظا بالمقارنة مع محافظين آخرين, الى أسطورة شعبية محبوبة لدى قطاعا كبيرا من المواطنين بالسويس حتى الآن, وبالطبع لم يطيق الرئيس المخلوع مبارك, وجود شخصية محبوبة شعبيا فى نظام حكمه, وسارع بإقالة تحسين شنن فى مسرحية هزلية, وبرغم ذلك ظل تحسين شنن يحظى بمحبة واحترام وتقدير اهالى السويس بصورة هائلة تحول معها الى اسطورة تاريخية, وعندما توفي عام 2003 الى رحمة الله تعالى, بكى كثيرا عليه اهالى السويس وسارعوا بإطلاق اسمه على أحد ميادين السويس الهامة تكريما لاسمه الناصع الخالد, وحظى تحسين شنن بهذه النعمة الإلهية والحب الشعبى الكبير نتيجة حرصه الشديد خلال تولية منصبة على التجول وسط المواطنين فى شوارع السويس وسماع مطالبهم و مظالمهم ومشاركتهم افراحهم واتراحهم, وكان عيب اللواء تحسين شنن الكبير ضيقة الشديد بالرأي الآخر, وكانت علاقتي به طيبة في البداية, الا اننى عندما تعرضت بالنقد الية فى كتاباتى ثار ضدى منددا بكتاباتى, وانقطعت عن زيارته فى مكتبه بعد احتدام موقفة ضدى, وظلت الأوضاع هكذا حتى أصيب محافظ السويس عام 1988 بإصابات جسيمة فى حادث انقلاب سيارته بطريق السويس / القاهرة وتم نقلة فى حالة خطرة الى مستشفى المعادى العسكرى بمنطقة المعادى بالقاهرة, وأجريت للمحافظ عدة جراحات ووضع معظم جسده في تجبيرات, وبمجرد إفاقته فى حجرته من تاثير البنج وجدنى إمامة مع رهط من اقاربه وكبار المسئولين, وعندما انحنيت على سرير المرض لتقبيل المحافظ فوجئت باثنين من ضباط طاقم حراسته كانوا على علم بخلافاتة معى يمسكون بى من كل يد, وابتسمت وابتسم المحافظ قائلا لهما: ''سيبوة ده مهما كان زى ابنى'', وبعد انتهاء زيارتى للمحافظ توجهت لزيارة نائب منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة الأشهر علوى حافظ اشهر نائب برلمانى خلال القرن الماضى, والذى كان يعالج فى نفس الوقت فى الغرفة المجاورة لغرفة المحافظ من تداعيات أزمة قلبية, ووجدته فى أواخر أيامه فقد الكثير من وزنه وكان معه السيدة الفاضلة زوجته وتحدثنا فترة عن العديد من أعماله الوطنية التاريخية المشرفة قبل ان اغادرهما, وحرصت بعد شفاء المحافظ تحسين شنن وعودته لعمله في مكتبه بديوان عام محافظة السويس على ان لا اقوم بزيارته على الإطلاق طوال حوالى عامين ونصف عام للتأكيد بان زيارتى الية بالمستشفى كانت لشخصة كإنسان جدير بالاحترام, وليس لصفته كمحافظ, وعقب قيام الرئيس المخلوع مبارك باقالة اللواء تحسين شنن من منصبه كمحافظا لمدينة السويس, سارعت بزيارة اللواء تحسين شنن فى منزله الكائن خلف نادى المعادى بالقاهرة, و للمرة الثانية ظهر تحسين شنن سعيدا بزيارتي له في منزله عقب إقالته من منصبه وفرار الانتهازيين والمسئولين من حوله, وبعد زيارتي السابقة له فى مستشفى المعادى عندما كان محطما ومهشما على سرير المرضى بالمستشفى, وعندما توفى الى رحمة الله تعالى انخرطت فى البكاء, مثلما انخرطت فى البكاء عندما توفى نائب مصر الاشهر علوى حافظ, وكل انسانا عزيزا لدى من والدى ووالدتى وشقيقين لي و اقاربي ومعارفي, رحم الله موتانا جميعا واسكنهم فسيح جناتة

الحب القاتل

 


الحب القاتل


الحب اكسير الحياة بدونة ليس للحياة معنى، لذا عندما شاهد الاستاذ الكبير، والشيخ الوقور، عميد معهد عالى بالسويس، قبل ثورة 25 يناير 2011، التحاق طالبة بالمعهد، صغيرة السن، جميلة المحيا، فى عمر بناتة، وقع لا يدرى كيف فى شرك هواها، وعجز ان يبعد صورتها عن خيالة، ووجد نفسه دون ان يدرى، يزيد من تأنق وتأمل نفسه أمام المِرآة، واختراع الحجج والذرائع للتوجه الى فصلها لرؤيتها بحجة الاطمئنان على سير العملية التعليمية بالمعهد، وجن جنونه عندما علم بان سنة ومنصبه وزوجته أم أولاده الخمسة اكبرهن فتاة متزوجة أنجبت لة حفيدين, تقف عائقا في طريق حبه وسعادته وفتاة أحلامه فى سنوات خريفة, وأضناه سهر الليالى، حتى وجد مخرجا لاحزانة عندما استدعى الطالبة لمكتبة وكشفها جاثيا على الأرض بحبة، وابدى رغبته فى الزواج منها سرا مراعاة لظروفه المهنية والزوجية، الى ان يضع الجميع امام الامر الواقع، ووافقت الفتاة وأسرتها وتم الزواج فى سرية تامة بعد ان اعد العريس شقة الزوجية التمليك الفاخرة بالكامل، وبمجرد عودة العريس الولهان من شهر العسل فى شرم الشيخ، بعد أن زعم لزوجتة واولادة بأنه سافر فى بعثة دراسية، كان جميع طلاب وطالبات المعهد قد علموا سبب اختفاء عميد المعهد لمدة شهر فى ظروف غامضة، ووصل الخبر الى مسمع شخصين من أشر مرتزقة الصحافة الصفراء، و اللذان اتصلا بعميد المعهد بدعوى تهنئته بزواجه السري، وطالبا منه سداد مبلغ عشرة آلاف جنيه إليهما حلاوة زواجه ولا اخبروا زوجته وأولاده بخبر زواجة السعيد، بالإضافة لنشر الخبر فى جريدتهما المغمورة الصفراء التى تصدر بترخيص اجنبى، واسقط فى يد عميد المعهد، فهو لا يريد الخضوع للابتزاز الذى لن ينتهى، كما لايريد ان تعلم زوجته أو يعلم اولاده او يعلم الناس حتى يأتي الوقت المناسب، وقرر تقديم بلاغ للسلطات الأمنية، وبدلا من ان يتوجه الى مباحث الأموال العامة، او هيئة الرقابة الإدارية، توجه الى جهاز مباحث أمن الدولة، الذي كان حينها هو الدولة، وقام جهاز مباحث أمن الدولة بتهنئة العريس واحضار الشخصين واكتفى بنهرهما ومطالبتهما بالكف عن مضايقة العميد وصرفهما وسط ذهول العريس، حيث كان الشخصين من مرشدى جهاز مباحث امن الدولة، ويقومان بتذويدة بتقارير التجسس الدورية، نظير تغاضى الجهاز عن مساوئهما لحسابهما، وبرغم ان تصرف جهاز مباحث امن الدولة لم يكن كما يريد عميد المعهد، الا انة ارتضى بة، وعاد الى عروسة وطلابة، لانة فى الوقت الذى كان فية نظام مبارك يتباهى بتمكينة كل من هب ودب من شراء رخصة جريدة اجنبية بحفنة جنيهات من سوق الفجالة بالقاهرة، وتظاهرة امام دول العالم باقرارة حرية اصدار الصحف، فانة كان يخفى اخطر مساوئ تراخيص اصدار هذة الصحف وفق قانون المطبوعات، والذى يلزم ولايزال موافقة السلطات المختصة عليها قبل السماح بتوزيعها، مثلها مثل اى مطبوعات اجنبية مشبوهة قادمة من الخارج او طبعت فى مصر، وكان جهاز مباحث الدولة يستغل هذة النقطة فى الضغط على بعض ضعاف النفوس والارزاقية بمنع توزيع صحفهم فى حالة عدم موافقتهم على خطوط يضعونها، ومنها تقديم تقارير تجسس الية بكل مايعرفونة عن الناس اولا باول، وعدم انتقاد النظام، وعدم الاقتراب من قضايا التعذيب وانتهاك حقوق الانسان وتزوير الانتخابات والدستور، والعمل على الطبل والزمر للنظام والحزب الوطنى الحاكم ومجالسة النيابية والمحلية وحكومتة ومحافظية، وليفعلوا بعدها ضد المواطنين لحسابهم ما يريدون من معاصى واثام.

الجناينى والمحافظ

 


الجناينى والمحافظ


صعق جناينى استراحة محافظ السويس, خلال نظام حكم الرئيس المخلوع مبارك, عندما قام نجل محافظ السويس حينها, الطالب الفاشل, الذى سبق ضبطه يتحرش بالفتيات فى مدينة بورتوفيق بالسويس, بعد أن حاول الفرار بالسيارة الرسمية التى تحمل رقم واحد المخصصة لوالدة المحافظ لمنع القبض عليه بعد ان كان قد استولى عليها للتباهي بها ومعاكسة الفتيات فى الشوارع, بصفعة بكف يده على وجهة, عندما نهره لاقتلاعة زهور حديقة الاستراحة بدون داع, وأظلمت الدنيا في عيون الجناينى البسيط المتقدم فى السن, وشعر بدوار, ليس بسبب قوة الصفعة, ولكن بسبب قوة الإهانة, ولم يطيق انتظار عودة المحافظ من مكتبه بديوان المحافظة بعد الظهر لانتقاد نجله الارعن والتنديد بسوء تربيته, وارتدى ملابسه, وتوجه الى ديوان عام محافظة السويس لمواجهة المحافظ فى عرينة, دون ان يخشى بطش المحافظ, الذى اشتهر بالقسوة والديكتاتورية والشراسة وانعدام الضمير, وكان كبار قيادات الحزب الوطنى الحاكم, وأعضاء المجالس النيابية والمحلية, والجهاز التنفيذى, والعديد من القيادات السياسية والشعبية, يرتعدون رعبا وفزعا وجبنا وهوانا امام ارهاب وافتراء المحافظ ولسانه السليط, ولا يتجاسرون على مواجهة المحافظ حتى في اتفه الامور, واقتصر دورهم على السير في مواكبة والتصفيق لترهاتة, وسار الجناينى بخطوات ثابتة فى الردهة المؤدية الى مكتب المحافظ, ووجد امامة محافظ السويس يغادر مكتبه متوجها الى زيارة ميدانية, وفوجئ المحافظ بجناينى استراحته امامة, ووقف الغريمان المحافظ والجناينى برهة صامتين ينظرون لبعضهما البعض, وبكلمات كحد السيف, تكلم الجناينى وأخبر المحافظ بجريمة نجلة المارق, منتقدا أمام العاملين والمواطنين الذين تصادف وجودهم مسلكه وسوء تربيته, واهتز المحافظ الجبار لأول مرة منذ توليه منصبه أمام الجناينى البسيط, وشعر المحافظ المفترى بأنه صار قزما, وبأن الجناينى العامل البسيط صار عملاقا, وخان المحافظ صوته الجهورى الخشن المبحوح الذي اشتهر بالسب والردح, وبصعوبة قال المحافظ للجناينى بصوت مختنق: ''معلهش يا عم فلان, دة مهما كان زى ابنك'', ورد الجناينى على الفور: '' دة لو كان ابنى فعلا الذى ربيته, مكنش ابدا يصفع من هم فى سن والده'', وشعر المحافظ بالضياع والهوان من تلقى بكلمات الجناينى صفعة قاضية اشد هولا من صفعة نجله للجناينى, ووجد المحافظ نفسه فى عرينة وصولجانه واستبداده ضائعا تائها مشردا لا يساوي قلامة ظفر, وانصرف الجناينى برغم كل احزانه, وانحدار الدموع من عيونه, شامخاً رافع الراس, بعد ان وجد فى عيون من حوله من العاملين والمواطنين, احتراما وتقديرا كبيرا, لم يحظى بة يوما من كانوا ينعتون أنفسهم تكبر بالصفوة الحاكمة, وكانوا يركعون اذلاء خانعين في الأوحال, امام جبروت المحافظ ونجله الأهوج.

لولا ارادة الشعوب الحرة ما كانت قد سقطت ديكتاتوريات أبالسة الجحيم فى العالم

 


لولا ارادة الشعوب الحرة ما كانت قد سقطت ديكتاتوريات أبالسة الجحيم فى العالم


لا يستطيع أي حاكم فى العالم كلة. مهما بلغ من ظلم وجبروت وقمع واستبداد وافتراء. ان يستأصل شرائع الدين ​فى صون ادمية الانسان. ​والحقوق الإنسانية​.​ والكرامة البشرية​.​ والمبادئ الوطنية​.​ من السواد الأعظم من الشعب ويحولهم فى مسيرة حياتهم من بشر الى بهائم. لان الناس الأحرار ولدوا وعاشوا أحرار ولا يستطيع قمعهم واستئصال مبادئ الإنسانية منهم حتى ابليس نفسه مع جنوده. ولولا تلك الحقيقة الناصعة ما كنا قد شاهدنا ونشاهد كل يوم انتفاضات الشعوب المقهورة ضد حكامها الطغاة فى العالم. ولا يعنى ركوع حفنة ضالة فاسدة منحلة من قيادات بعض الأحزاب السياسة الانتهازية التى كانت ترفع راية المعارضة وباعت مبادئها مع الشعب والمعارضة وتجار السياسة وبائعى الأعراض السياسية والانتهازيين والغوازى والفلول و الهتافين والراقصين في تراب الذل والخنوع والجين والهوان للحاكم انهم عنوان الشعب​.​ بل ​هم ​عنوان الطابور الخامس بين الشعب. ولا يعنى استعانة الحاكم بكل الوسائل من اصطناع المجالس والبرلمانات والتلاعب فى الدساتير واختلاق القوانين والقرارات وعسكرة البلاد والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والاستبداد وتكديس السجون بالمعتقلين لقهر الشعب من اجل استمرار بقاء عرشه الاستبدادي القائم على سيل من التعديلات والقوانين المشوبة كلها بالبطلان الدستوري. انة تمكن من تحويل الشعب من بشر إلى سوائم. لان الشعوب الحرة تعيش وتجاهد وتموت وهى حرة. ولا تنطفئ شمعة الحرية فى ظلام الطاغية مهما بلغت شياطين مروقة. حتى تبدد شمس الحرية ظلمات الطغاة الفاسدين. ولولا ارادة الشعوب الحرة ما كانت قد سقطت ديكتاتوريات أبالسة الجحيم فى العالم.